ليلى

هَذِي القَصَائِدُ مَاعَادَتْ تُوَاسِينِى

الجُرْحُ أَعْمَقُ هَلْ يَاأَنْتِ تُشْفِينِي

أَمْ أَنَّ حُبَّكِ مِثْلَ السَّوْطِ يَجْلِدُنِي

شَوْقًا إِلَيكِ وَهَلْ لِلْبَحْرِ تُدْنِينِي

ثُورِي إِذًا حَطِّمِي الأَحزان عَنْ وطن

بُوحِي بِسِرٍّ وَهَلْ فِي القَلْبِ تُخْفِينِي

بُوحِي بِسِرٍ أَيَا لَيْلايَ واقْتَرِبِي

كَيْ نُطْفِئَ الحرْقَةَ الكُبْرَى بِقَلْبَين

ثُورِي إِذًا مَزِّقِى الأَغْلالَ عَنْ جَسَدٍ

لا تَحْرُمِينِي إِذَا مَاجِئْتُ هَاتِيني

إِنِّي أُحِبُّ جمَاَلَ الله في وَطَنٍ

لَيْلَى تُخَبِّئُهُ وَيْحَ المسَاكِين

هَذِي الأَنَامِلُ كَمْ تَشْتَاقُ في لَهَفٍ

قَيْدًا تُحَرِّرُهُ مِنْ قَيْدِ الفَاسَتِين

كَمْ تَشْتَهِي أَنْ تَمُرَّ الآنَ عَنْ وَطَنٍ

كَيْ تَزْرَعَ الدِّفْءَ كَيْ يَحْيَا وَيُحْيِّني

إِنِّي القَتِيلُ أَيَا لَيْلَي فَلَا خَجَلٌ

إِنْ رُحْتُ أَعْبَثُ أَيَا لَيْلَى بِقَلْبَين

مِثْلَ الرَّضِيعِ أَنَا مَازَالَ بِي شَغَفٌ

إِذْ مَا بَكَيْتُ أَيَا لَيْلَايَ نَاغِيني

لا تَخْجَلِى فَأَنَا حُلْمٌ وَأُغْنِيَةٌ

نَامَتْ عَلَى عَجَلٍ مِنْ قَبْلِ تَشْرِين

إِنِّـي أَرَاكِ أَيَا لَيْلاي مُتَّكَئًا

إِذْ مَا ضَمَمْتُكِ يَا لَيْلاي ضُمِّيني

أَنْتِ التَّهَجُّدُ أَنْتِ الحُلْمُ وَالأَزَلُ

أَنْتِ البَقَاُء وَأَنْتِ النَّارُ تَكْوِيني

لَيْلَى التَّبَصُّرُ لَيْلَى النُّورُ والأمَلُ

لَيْلَى الدَّوَاءُ إِذْ جَاءَتْ تُدَاوِيني

لَيْلَى التَّفَلْسَفُ لَيْلَى البَحْرُ يَاوَجَعِي

لَيْلَى القَصِيدَةُ إِنْ هَاجَتْ شَيَاطِيني

والثَّغْرُ مَجْمَرَةٌ رَاحَتْ تُحَذِّرُنِي

إِيَّاكَ يَا أَنْتَ أَنْ تُكْوَى وَتَكْوِيني

عَينَاهَا مَذْبَحَةٌ كَالبَحْرِ وَاسِعَةٌ

إِنِّي الغَرِيقُ إِذًا مِنْ قَبْلُ تَكْوِيني

يَكْفِي مِنَ البعد يَا أَنْتِ يُعَذِّبُني

يَكْفِيكِ يَا أَنْتِ بَلْ يَا أَنْتِ يَكْفِيني