و انجلت نفسي في النور

أين أمي ؟ فرّ لا يلوي به

مجتلى بدر و لا لألاء شمس

حازه الدّهر و مرّت فوقه

لجج أخطأها عدّي و حدسي

يالأمسي و هو يجتاز المدى

بين أشباح من الأيّأم خرس

مرّ في الآباد فاستوقفه

من لييلات شبابي ألف أمس

عرفت فيه أخاها آيبا

من ربوع عافيات الذكر درس

و انتحت فيه مكانا موحشا

هو مع وحشته ذروة رمس

قال أمس هات عن صاحبنا

و ابعث الذكرى فطول العهد ينسي

قد تملّيت به غضّ الصّبى

زير حسناء و ورقاء و كأس

كمنت للغيد في أشعاره

زينة الشيطان من غيّ و رجس

خالعا بردى عفاف و تقى

سادرا يصبح في الغيّ و يمسي

يقطف الحسن على أوراقه

من شفاه عذبة الملمس لعس

قال أمس و أنا عهدي به

نضو أوراد و تسبيح و درس

يعبد الله ففي محرابه

كعبة زهراء من نور و قدس

رضي الصوف فما يعرفه …

ناعم الخزّ و لا غالي الدمقس

ضحك الأمس فرنّت في الدّجى

ضحكة الثاكل في ليلة عرس

و انثنى يخطب فيهم خطبة

أبلغ المنطق في أعذب جرس

أين ما تروون عن صاحبنا

عري الحقّ فلا عذر للبس

أتقيّ و هو ينفي كلّ ما

لم يؤيّد بيقين أو بحسّ

أخليع و الضنى يسلمه

في ربيع العمر من برء لنكس

هو _ يعفو الله عن آثامه

ساخر صوّر من سقم و يأس

مزّق الحقّ حجابا للدّجى

و انجلت نفسي في النّور لنفسي