سفر أيوب

من خلل الثلج الذي تنثّه السماء

من خلل الضباب و المطر

ألمح عينيك تشعّان بلا انتهاء

شعاع كوكب يغيب ساعة السّحر

و تقطران الدمع في سكون

كأنّ أهدابها غصون

تنطف بالندى مع الصباح في الشتاء

من خلل الدّخان و المداخن الضخام

تمجّ من مغار قابيل على الدروب و الشّجر

ذرا من النجيع و الضّرام

أسمع غيلان يناديك من الظلام

من نومه اليتيم في خرائب الضجر

سمعت كيف دق بابنا القدر

فارتعشت على ارتجاف قرعة ضلوع

ورقرت دموع

فاختلس المسافر الوداع و انحدر

**

و قبلة بين فمي و خافقي تحار

كأنها التائه في القفار

كأنها الطائر إذ خرب عشه الرياح و المطر

لم يحوها خد لغيلان و لا جبين

ووجه غيلان الذي غاب عن المطار

و أنت إذ وقفت في المدى تلوّحين

**

إقبال إن في دمي لوجهك انتظار

و في يدي دم إليك شدّة الحنين

ليتك تقبلين

من خلل الثلج الذي تنثّه السماء

من خلل الضباب و المطر .