في الليل

الغرفةُ موصَدَة البابِ

والصمتُ عميقْ

وستائرُ شبَّاكي مرخاةٌ …

رُبَّ طريق

يتنصَّتُ لي، يترصَّدُ بي خلفَ الشبَّاك، وأثوابي

كمفزِّعِ بُستان، سودُ

أعطاها البابُ المرصودُ

نَفَسًا، ذرَّ بها حسًّا، فتكاد تفيقْ

من ذاك الموت، وتهمس بي، والصمتُ عميق:

«لم يبقَ صديق

ليزورك في الليل الكابي

والغرفةُ موصدةُ البابِ.»

ولبسْت ثيابيَ في الوهْمِ

وسريتُ: ستلقاني أُمِّي

في تلك المقبرةِ الثكلى،

ستقول: «أتقتحمُ الليلا

من دون رفيق؟

جوعانُ؟ أتأكل من زادي:

خرُّوبِ المقبرة الصادي؟

والماءُ ستنهله نهلا

من صدر الأرض:

ألا ترمي

أثوابك؟ والبسْ من كَفَني،

لم يبْلَ على مرِّ الزمنِ،

عزريلُ الحائكُ، إذْ يبلى،

يرفوه، تعالَ ونَمْ عندي:

أعددتُ فراشًا في لَحْدي

لكَ يا أغلى من أشواقي

للشمس، لأمواه النَّهْرِ

كسلى تجري،

لهُتاف الدِّيكِ إذا دوَّى في الآفاقِ

في يوم الحشْرِ.»

سآخذُ دربي في الوَهْمِ

وأسير فتلقاني أمِّي.