مأساة الميناء

سل الميناء لو سمع الخطابا

فروي غلة الصادي جوابا

و ابطال ( النقابة ) كيف باتوا

يذوقون المذلة و العذابا

أذنب أن يقال لنا حقوق

أبي أصحابهن لها اغتصابا

و عدل أن تجرع كل حر

يد المستعمرين قذى و صابا

حلال لابن ( لندن ) في حمانا

دم ابن الرافدين فلا عتبا

وجور أن نمد يدا إليه

و حق أن يمد لنا حرابا

جموع الكادحين و جمعتنا

مصائب ست أدركها حسابا

و حقد إن ذممت سواه حقدا

فلا ألقاه إلا مستطابا

على المستعمرين بصب نارا

و أبناء الثراء لظى مذابا

و رثناه الأبوة و هو باق

سنورثه البنين منى عذابا

و دنيا لا يغيب العدل عنها

إذا هو عن سواها كان غابا

بربك حدثيني أي جان

تصيد منك أبناء نجابا

و أمسى منك دون حمى أمين

تحد جنوده ظفرا و نابا

أطل على النقابة منه طرف

مغيظ كاد يلتهب التهابا

و أزجى مثقلين بنافثات

لهيب النار يحملن الحرابا

يذيقون المهانة كل حر

دعاه هوى النقابة فاستجابا

و ما غير المطارق من سلاح

و قد كرمت إلى الحق انتسابا

لك الفخر المخلد من جيوش

على الجمع القليل تجوز بابا

وصانك من عدوك ( مستشار )

و حسبك أن غدوت له ذنابى

رضاه بأن تريعي كل دار

تضم الكادحين و قد أصابا

فما كالكادحين له عدو

إذا استرضاه مرتزق و حابى

أبالأغلال يخنق صوت شعب

تهزأ بالحمام لقد تغابى

دع الآفاق تزخر بالضحايا

و سمع الريح يمتليء انتحابا

و غذ بنا السجون و من دمانا

فرو البيد أو فاسق السرابا

فيا غير الجلاء لك انتهاء

فإن الشعب قد هتك الحجابا

و ألوى بالطغاة فما توانى

و بالمستعمرين فما أنابا

جموع الكادحين و جل عارا

رضانا بالهوان وخس عابا

دعاك إلى النضال شقاء شعب

تحمل من مذلته الصعابا

خذي يالثأر خصمك لا تليني

وجدي غير قاصرة طلابا

و سار لك الغد الزاهي فسيري

وزيدي من محياه اقترابا

و أصمي في جوانح كل طاغ

فؤادا كان للشر استجابا

يكاد الظامئون من الضحايا

يصيحون اجعلي دمه شرابا

تطل عليك أحداق العذارى

من الأكفان حانقة غضابا

دم الأعراض عاد بها اصفرارا

و عاد على يد الجاني خضابا

و أجسام الطغاة حجين عنا

ضياء لا نريد له احتجابا

ستنصب الأشعة من خروق

رصاص الشعب زاذ بها انصبابا

لك الغد و الحياة و للأعادي

معاول تحفرين بها الترابا

فصيحي ( بالحليف إليك عنا

فلا حلفا نريد و لا انتدابا