أحبابنا حاشاكم

أَحبابَنا حاشاكُمُ

مِن غَضَبٍ أَو حَنَقِ

أَحبابَنا لا عاشَ مَن

يُغضِبُكُم وَلا بَقي

هَذا دَلالٌ مِنكُمُ

دَعوهُ حَتّى نَلتَقي

وَاللَهِ ماخَرَجتُ في

حُبّي لَكُم عَن خُلُقي

وَما بَرِحتُ بِسُتو

رِ فَضلِكُم تَعَلُّقي

وَيلاهُ ما يَلقاهُ قَل

بي مِنكُمُ وَما لَقي

إِن لَم تَجودوا بِالرِضا

فَبَشِّروا قَلبي الشَقي

واخَجلَتي مِنكُم إِذا

عَتِبتُمُ واقَلَقي

أَكادُ أَن أَغرَقَ في

دَمعِيَ أَو في عَرَقي

ما حيلَتي في كَذِبٍ

مِن حاسِدٍ مُصَدَّقِ

وَكَيفَ تَمشي حُجَّتي

في ذا المَكانِ الضَيِّقِ

حَيرانُ لا أَعرِفُ ما

أَقصِدُهُ مِن طُرُقي

فَهَل رَسولٌ عائِدٌ

مِنكُم بِوَجهٍ مُشرِقِ

يامالِكي بِجودِهِ

غَلِطتُ بَل يامُعتِقي

مِثلُكَ لي وَهَذِهِ

حالي وَهَذا خُلُقي

وَاللَهِ لَو أَبصَرتُ ذا

في النَومِ لَم أُصَدِّقِ

كَتَبتُها مِن عَجَلٍ

بِدَهشَتي وَقَلَقي

فَاِعجَب لَها مَنظومَةً

مِن خاطِرٍ مُفَرَّقِ

كَأَنَّني كَتَبتُها

مُرتَعِشاً مِن زَلَقِ

فَاِضطَرَبَت أَجزاؤُها

جَميعُها في نَسَقِ

ثَلاثَةٌ تَشابَهَت

خَطّي مِدادي وَرَقي

فَخَطُّها كَأَنَّهُ

مَشِيُ ضِعافِ العَلَقِ

مِدادُها كَحَمأَةٍ

مَسنونَةٍ في الطُرُقِ

وَرَقُها أَبيَضُ لَ

كِن كَبَياضِ البَهَقِ

لَكِنَّها شاهِدَةٌ

بِعَدَمِ التَمَلُّقِ

وَلَم أَكُن أَخدَعُكُم

بِباطِلٍ مُنَمَّقِ

بِظاهِرٍ مُزَوَّقِ

وَباطِنٍ مُمَزَّقِ