أحن إلى عهد المحصب من منى

أَحِنُّ إِلى عَهدِ المُحَصَّبِ مِن مِنىً

وَعَيشٍ بِهِ كانَت تُرِفُّ ظِلالُهُ

وَيا حَبَّذا أَمواهُهُ وَنَسيمُهُ

وَيا حَبَّذا حَصباؤُهُ وَرِمالُهُ

وَيا أَسَفي إِذ شَطَّ عَنّي مَزارُهُ

وَيا حَزَني إِذ غابَ عَنّي غَزالُهُ

وَكَم لِيَ بَينَ المَروَتَينِ لُبانَةٌ

وَبَدرُ تَمامٍ قَد حَوَتهُ حِجالُهُ

مُقيمٌ بِقَلبي حَيثُ كُنتُ حَديثُهُ

وَبادٍ لِعَيني حَيثُ سِرتُ خَيالُهُ

وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِجازِ وَأَنثَني

كَأَنّي صَريعٌ يَعتَريهِ خَبالُهُ

وَياصاحِبي بِالخَيفِ كُن لِيَ مَصعَداً

إِذا آنَ مِن ذاكَ الحَجيجِ اِرتِحالُهُ

وَخُذ جانِبَ الوادي كَذا عَن يَمينِهِ

بِحَيثُ القَنا يَهتَزُّ مِنهُ طِوالُهُ

هُناكَ تَرى بَيتاً لِزَينَبَ مُشرِقاً

إِذا جِئتَ لا يَخفى عَلَيكَ جَلالُهُ

فَقُل ناشِداً بَيتاً وَمَن ذاقَ مِثلَهُ

لَدى جيرَةٍ لَم يَدرِ كَيفَ اِحتِيالُهُ

وَكُن هَكَذا حَتّى تُصادِفَ فُرصَةً

تُصيبُ بِها ما رُمتَهُ وَتَنالُهُ

فَعَرِّض بِذِكري حَيثُ تَسمَعُ زَينَبٌ

وَقُل لَيسَ يَخلو ساعَةً مِنكِ بالُهُ

عَساها إِذا ما مَرَّ ذِكري بِسَمعِها

تَقولُ فُلانٌ عِندَكُم كَيفَ حالُهُ