سقى الله أرضا لست أنسى عهودها

سَقى اللَهُ أَرضاً لَستُ أَنسى عُهودَها

وَياطولَ شَوقي نَحوَها وَحَنيني

بِلادٌ إِذا شارَفتُ مِنها نُجومَها

بَدا النورُ في قَلبي وَفَوقَ جَبيني

مَنازِلُ كانَت لي بِهِنَّ مَنازِلٌ

وَكانَ الصِبا إِلفي بِها وَقَريني

تَذَكَّرتُ عَهداً بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً

وَما دونَهُ مِن أَبطَحٍ وَحُجونِ

وَأَيّامَنا بَينَ المَقامِ وَزَمزَمِ

وَإِخوانَنا مِن وافِدٍ وَقَطينِ

وَيا طيبَ نادٍ في ذُرى البَيتِ بِالضُحى

وَظِلٍّ يَقومُ العودُ فيهِ بِحينِ

وَقَد بَكَرَت مِن نَحوِ نُعمانَ نَسمَةً

تُحَدِّثُ عَن أَيكٍ بِهِ وَغُصونِ

زَمانٌ عَهِدتُ الوَقتَ لي فيهِ واسِعاً

كَما شِئتُ مِن جِدٍّ بِهِ وَمُجونِ

إِذِ العَيشُ نَضرٌ فيهِ لِلعَينِ مَنظَرٌ

وَإِذ وَجهُهُ غَضٌّ بِغَيرِ غُضونِ