سقى واديا بين العريش وبرقة

سَقى وادِياً بَينَ العَريشِ وَبُرقَةٍ

مِنَ الغَيثِ هَطّالُ الشَآبيبِ هَتّانُ

وَحَيّا النَسيمُ الرَطبُ عَنّي إِذا سَرى

هُنالِكَ أَوطاناً إِذا قيلَ أَوطانُ

بِلادٌ مَتى ما جِئتَها جِئتَ جَنَّةً

لِعَينَيكَ مِنها كُلَّما شِئتَ رُضوانُ

تُمَثِّلُ لي الأَشواقُ أَنَّ تُرابَها

وَحَصباءَها مِسكٌ يَفوحُ وَعِقيانُ

فَيا ساكِني مِصرٍ تُراكُم عَلِمتُمُ

بِأَنِّيَ ما لي عَنكُمُ الدَهرَ سُلوانُ

وَما في فُؤادي مَوضِعٌ لِسِواكُمُ

فَمِن أَينَ فيهِ وَهوَ بِالشَوقِ مَلآنُ

عَسى اللَهُ يَطوي شُقَّةَ البُعدِ بَينَنا

فَتَهدَأَ أَحشاءٌ وَتَرقَأَ أَجفانُ

عَلَيَّ لِذاكَ اليَومِ صَومٌ نَذَرتُهُ

وَعِندي عَلى رَأيِ التَصَوُّفِ شُكرانُ