عندي أحاديث أشواق أضن بها

عِندي أَحاديثُ أَشواقٍ أَضَنُّ بِها

فَلَستُ أودِعُها لِلكُتبِ وَالرُسُلِ

وَلي رَسائِلُ في طَيِّ النَسيمِ لَكُم

فَفتِّشوا فيهِ آثاراً مِنَ القُبَلِ

كَتَمتُ حُبَّكُم عَن كُلِّ جارِحَةٍ

مِنَ المَسامِعِ وَالأَفواهِ وَالمُقَلِ

وَما تَغَيَّرتُ عَن ذاكَ الوِدادِ لَكُم

خُذوا حَديثي عَن أَيّامِيَ الأُوَلِ

بَيني وَبَينَكُم ما تَعلَمونَ بِهِ

حُبٌّ يُنَزَّهُ عَن عَيبٍ وَعَن مَلَلِ

وُدٌّ بِلا مَلَقٍ مِنّا يُزَخرِفُهُ

يُغني المَليحَةَ عَن حَليٍ وَعَن حُلَلَلِ

غِبتُم فَما لِيَ مِن أُنسٍ لِغَيبَتِكُم

سِوى التَعَلُّلِ بِالتَذكارِ وَالأَمَلِ

أَحتالُ في النَومِ كَي أَلقى خَيالَكُمُ

إِنَّ المِحِبَّ لَمُحتاجٌ إِلى الحِيَلِ

بَعدَ الحَبيبِ هَجَرتُ الشِعرَ أَجمَعُهُ

فَلا غَزالٌ يُلَهّيني وَلا غَزَلي

وَعاذِلٍ آمِرٍ بِالصَبرِ قُلتُ لَهُ

إِنّي وَحَقِّكَ مَشغولٌ عَنِ العَذَلِ

طَلَبتَ مِنِّيَ شَيئاً لَستُ أَملِكُهُ

وَخُذ يَميني وَما عِندي وَما قِبَلي

أَطَلتَ عَذلَ مُحِبٍّ لَيسَ يَقبَلُهُ

فَكانَ أَضيَعَ مِن دَمعٍ عَلى طَلَلِ

إِنّي لَأَعجَزُ عَن صَبرٍ تُشيرُ بِهِ

وَلو قَدَرتُ لَكانَ الصَبرُ أَروَحَ لي