إلى أمي

كأن الغيم ينهض من جبيني

ويأخذني إلى سري يقيني

إذا ما طيفكِ الدافي دعاني

ليغسلني من الصمت الحزينِ

ويسكب في دمي كل الأغاني

فيعشب بالرؤى والسر طيني

يصير الوردُ يا أمي سريرا

يهدهدني فأغفو في سكونِ

يلملمني على بعضي حنينا

فأدخل كالفراشة في الحنينِ

أرى شَعري تغطيه الحكايا

فأطوي ما أشاء من السنينِ

أفتش في حنانكِ عن صلاتي

وعن آياتِ قرآن مبينِ

قضى ربي لكِ الإحسانَ فرضا

وفيضك بالندى كم يعتريني

قرأتُ شرائع الدنيا جميعا

فكنتِ محبة في كل دينِ

إذا ما الدهر أضناني ظنونا

تفكين المتاهة في ظنوني

وإن هامت مسافاتي ضلالا

تعيدين السبيل إلى سفيني

وتحتضنين أشواقي وسهدي

فقلبك لي كما الحصن الحصينِ

تضيئين المدى إن صار عتما

وتستند السماء على الجبينِ

تبوح الأرض بالأسرار لما

يغطيها حنانك كالجفونِ

وتختلج الجهات أمام عيني

إذا ما نام وجهك في عيون

جناح الذل أخفضه لأرقى

إلى نجواكِ يا أمي خذيني