محارة الرمل

أخبئُ الحزن في روحي لأنفيها

وأقرأُ السرَّ في أقصى منافيها

خُلقتُ في حيرةٍ أدركتُ أولَها

وتهتُ حتى سرى في النفس ما فيها

أنا ابنةُ الريح لا صحراءَ تجمعني

ولا قصائدَ تطويني قوافيها

أعانقُ الصمتَ حتى ينجلي وجعي

وأتركُ النفس تصحو في أثافيها

فأكشفُ البحرَ أسماءً ومتسعاً

وموجةً أشعلتْ أعماقَ خافيها

رأيتُ خلف المدى ما كان يقلقني

محارة الرمل حيرى في حوافيها

فسرتُ حتى انتهى فيما انتهى بصري

ولامسَ الغيبُ روحي كي يوافيها

أنا هناك هنا في ظلِ بينهما

أنا الحقيقةُ والوهمُ الذي فيها

أنا الضلالةُ في جهلي وفي قلقي

وللمسافة في شكي مرافيها

قرأت في لوحي المسلوخِ من جسدي

ما غابَ في النفس حتى كاد يخفيها

فآنستْ حيرتي ما كان يتعبها

سراً يُعاودها في السرِّ يشفيها

فعدتُ من تعبٍ والصمتُ يسكنني

والنفسُ قد أدركتْ أعماقَ صافيها

قالت هنا قلقي أسرارُ معرفتي

والريح راحلتي غابت ملافيها

وفي اليقين سرتْ في النفس غاشيةٌ

حتى توارتْ إلى أمداءَ تكفيها