ناسكة الأسرار

إلى نازك الملائكة

في رحلة الخلود

 *

حملتها الريح سراً وسؤالا

ودعاها الشعرُ فيضا وخيالا

فدعتْهُ كي يصلي قربها

حاملا من أنجم الرؤيا سلالا

حلت الحيرة فيها أحرفا

من ظلال العشق فامتدت ظلالا

هي رؤيا في مسافات المدى

هي مرآة الهوى شفت كمالا

أنزل الليل عليها عشقه

فانطوت فيه هياما ووصالا

سألت أسراره عن حلمها

فهمى الليل نجوما وهلالا

أيقظ الأنهارَ فيها وجدُها

عندما السحر من الغيب توالى

إن سعت للحرف يُبدي سره

ناسكا في دفتر الأرواح سالا

والمدى يلقي إليها حلمه

بعدما ألقى عن الحلم الزوالا

تنهل الأشعارَ من غيب الهوى

وتدير الكأس نورا واشتعالا

وتلف البوح من آلائه

شجرا من أغنيات الصمت مالا

ويجيء البحر من أعماقه

ينطوي في حرفها ماءا زلالا

بعضها نار ونور بعضها

فالهدى في سرها ضم الضلالا

والقوافي طوع ما شاءت لها

من كؤوس السحر تستاف الجمالا

حملت أسرارها لما رأت

عالما يغتاله الحزن اغتيالا

أطلقت أحلامها من أسرها

ثم هامت في مدى السر ارتحالا

حرفها صلى عليها وحده

ثم أسرى خلفها حتى تعالى