أي امرئ خضب الخوارج ثوبه

أَيُّ اِمرئٍ خَضَبَ الخَوارِجُ ثَوبَهُ

بِدَمٍ عَشِيَّةَ راحَ مِن حُلوانِ

يا حُفرَةً ضَمَّت مَحاسِنَ مالِكٍ

ما فيك مِن كَرَمٍ وَمِن إِحسانِ

لَهفي عَلى البَطلِ المُعَرِّضِ خَدَّهُ

وَجَبينَهُ لِأَسِنَّةِ الفُرسانِ

خَرَقَ الكَتيبَةَ معلماً مُتَنَكِّباً

وَالمُرهَفاتُ عَلَيهِ كَالنيرانِ

ذَهَبَت بَشاشَةُ كُلِّ شَيءٍ بَعدَهُ

فَالأَرضُ موحِشَةٌ بِلا عمرانِ

هَدَمَ الشراةُ غَداةَ مَصرَعِ مالِكٍ

شَرَفَ العُلا وَمَكارِمَ البُنيانِ

قَتَلوا فَتى العَرَبِ الَّذي كانَت بِهِ

تَقوى عَلى اللَزِباتِ في الأَزمانِ

حَرَموا مَعَدّاً ما لَدَيهِ وَأَوقَعوا

عَصَبِيَّةً في قَلبِ كُلِّ يَماني

تَرَكوهُ في رَهَجِ العَجاجِ كَأَنَّهُ

أَسَدٌ يَصولُ بِساعِدٍ وَبَنانِ

هَوَتِ الجُدودُ عَنِ السُعودِ لِفَقدِهِ

وَتَمَسَّكَت بِالنَحسِ وَالدَبَرانِ

لا يَبعُدَنَّ أَخو خُزاعَةَ إِذ ثَوى

مُستَشهِداً في طاعَةِ الرَحمَنِ

عَزَّ الغُواةُ بِهِ وَذَلَّت أُمَّةٌ

مَحبُوَّةٌ بِحَقائِقِ الإيمانِ

وَبَكاهُ مُصحَفُهُ وَصَدرُ قَناتِهِ

وَالمُسلِمونَ وَدَولَةُ السُلطانِ

وَغَدَت تعقرُ خَيله وَتقسّمَت

أَدراعُهُ وَسَوابِغُ الأَبدانِ

أَفَتُحمَدُ الدُنيا وَقَد ذَهَبَت بِمَن

كانَ المُجير لَنا مِنَ الحَدَثانِ