أخي أنت النصيح فلا تلمني

أَخي أَنتَ النَصيحُ فَلا تَلُمني

فَما دوني مِنَ النُصَحاءِ نابُ

وَلَكِن غِبتُ في بَلَدٍ بَعيدٍ

وَبَعدَ الجَهدِ ما كانَ الإِيابُ

فَلَمّا جِئتُ رَوَّعَني غَريمٌ

يُحاوِلُ ما كَرِهتُ وَلا يَهابُ

أَخافُ غُدُوَّهُ يَمشي بِصَكٍّ

كَحَرِّ النارِ لَيسَ لَهُ اِنقِلابُ

فَرُغتُ وَأَنتَ مِن هَمّي وَبالي

وَما كُلُّ الرَواغِ لَهُ عِقابُ

فَلا تَعجَل بِلَومِ أَخٍ تَمَطّى

عَلَيهِ الخَوفُ وَالزَمَنُ العُجابُ

وَكُنتَ تَزورُني دَهراً طَويلاً

وَلا سِترٌ عَلَيَّ وَلا حِجابُ

فَهَذي خِبأَتي وَدَخيلُ أَمري

كَما أَحبَبتَ لَيسَ لَهُ مَعابُ

سِوى شَوقٍ أَظَلَّ أَظَلُّ مِنهُ

عَلى طَرَبٍ وَأَضعَفُهُ الكِتابُ