أنجزي يا سلامة الموعودا

أَنجِزي يا سَلامَةُ المَوعودا

وَتَصابَي وَلا تُطيعي الحَسودا

إِن تَرَيني فادَ الرُقادُ مِنَ الوَج

دِ حَزيناً أُجيدُ فيكَ القَصيدا

فَلَقَد كُنتُ لا أَسارِقُ بِالطَر

فِ إِلى مِثلِكِ الجَميعَ القُعودا

إِنَّ قَد شَفَّني هَواكِ فَأَقصَي

تُ نَصيحي وَالأَلطَفَ المَودودا

قَد مَلِلتُ الأَدنى بِحُبِّكِ إِذ حَل

لَ فُؤادي وَلَستُ أَهوى العيدا

يَعلَمُ اللَهُ ما ذَكَرتُكِ إِلّا

بِتُّ مِن لَوعَةِ الهَوى مَعمودا

ذا لِسانٍ إِذا أَرَدتُ اِعتِذاراً

مِن هَواكُم وَجَدتُهُ مَصفودا

صَدِّقيني بِما أَقولُ فَإِنّي

باعِثٌ بِالهَوى دُموعي شُهودا

لِمُحِبٍّ عَلى المَوَدَّةِ باكٍ

أَو يَكونَ الصَنيعُ مِنكُم سَديدا

باتَ يَرجوكُمو وَذاكَ بَعيدٌ

دونَهُ بابُ بَذلِكُم مَسدودا

إِن قَلبي آلى وَفيهِ لَجاجٌ

يَومَ بَصَّرتِهِ الهَوى مُستَفيدا

لا يُطيعُ العُذّالَ في هَجرِ سَلمى

أَو تَصوغوهُ صَخرَةً أَو حَديدا

فَتَبِعتُ الفُؤادَ حينَ تَأَلّى

في هَواهُ فَلَم أُوافِق سُعودا

بَل أَسىً بِالفُؤادِ فيما اِصطَحَبنا

غَيرَ أَنّي تَبِعتُهُ يَومَ صيدا

لَيتَ أَنّي فَقَدتُ قَبلَ اِتِّباعي

صاحِ قَلبي وَكانَ قَلبي الفَقيدا

إِن عَصَيتُ الفُؤادَ حينَ عَصاني

في هَواهُ إِلى التَعَزّي سَديدا

فَلَقَد كادَ ما أُكابِدُ مِنها

وَمِنَ القَلبِ يَترُكاني حَريدا

مولَعاً بِالخُلوِّ مِمّا أُلاقي

أَحسِبُ العَيشَ أَن أَكونَ الوَحيدا

لا يُقَضّي العَجيبُ مِنّي أَبو حَر

بٍ وَينسي الَّذي ضَمِنتُ الوَليدا

عَلَقٌ مِن هَوى سَلامَةَ في القَل

بِ أَراهُ سَيَبلُغُ المَجهودا

قالَ أَذرى المُرَعَّثُ الدَمعَ فَاِنهَل

لَ نِظاماً وَكانَ عَهدي جَليدا

ما لِعَينَيكَ لَم تَذوقا مِنَ اللَي

لِ رُقاداً وَلَم تُريدا جُمودا

قُلتُ عَينٌ بَكَت مِنَ الشَيبِ إِذ حَل

لَ وَأُخرى مِمَّن يُريني الصُدودا

لَو تَجَلَّت غَيابَةُ الهَمِّ عَن قَل

بي إِلى يافِعٍ أَطَعتُ الرَشيدا

صَرَّدَت هامَتي سَلامَ وَما كا

نَ لَدَيهِنَّ مَشرَبي تَصريدا

كَيفَ لا يَكثُرُ البُكاءُ وَقَد كُن

تُ رَبيحاً عِندَ الغَواني صَيودا

كُلِّ بَيضاءَ كَالمَهاةِ اِستَعارَت

لَكَ أُمَّ الغَزالِ عَيناً وَجيدا

زانَهُ الشَذرُ وَالفَريدُ عَلى النَحر

رنِظاماً بَل زانَ ذاكَ الفَريدا

فَإِذا هُنَّ قَد نَفَرنَ مِنَ الشَي

بِ وَأَوقَدنَ لِلوِداعِ وَقودا

كُلُّ شَيءٍ إِلى اِنقِطاعٍ مَداهُ

وَصُروفُ الأَيّامِ تُبلي الجَديدا

وَنَديمٍ نادَمتُهُ عامِرِيٍّ

كَزِيادٍ عَينِ النَدى أَو يَزيدا

لَيلَةً تَلبَسُ البَياضَ منَ الشَه

رِ وَأُخرى تُدني جَلابيبَ سودا

فَلَهَونا هَذي وَهَذي وَلَم نَأ

تِ حَراماً فيها وَلا تَفنيدا

حَيثُ نَطوي الفَحشاءَ وَالفُحشَ إِن قي

لَ عَفافاً وَنَنشُرُ المَحمودا

وَلَدَينا حُلوُ الثَنا صَيدَحِيٌّ

بِهَوانا تَزيدُهُ الكَأسُ جودا

فارِغُ اللُبِّ لِلنَديمِ إِذا اِشتَف

فَ ثَلاثاً أَلفَيتَهُ غِرّيدا

ضَمَّنَ الكَأسَ ذا السَماحِ وَلا يُؤ

ذي جَليساً وَلا يُصافي العَبيدا

بِيَدَيهِ مِثلُ المُصَلّي مِنَ اللَي

لِ سُجوداً حيناً وَحيناً رُكودا

لا تَبيتُ الكِئاسُ مِنهُ إِذا ما

قابَلَتهُ الكِئاسُ إِلّا سُجودا

ثُمَّ فارَقتُهُم أَميدُ غُدُوّاً

وَحَرِيٌّ نَدمانُهُم أَن يَميدا

وَغَدَوا أَو تَرَوَّحوا بَعدَ أَخدا

ناً يَجُرّونَ حينَ راحوا البُرودا