أيا طلحة قد كنت

أَيا طَلحَةُ قَد كُنتَ

عَلى خَيرٍ مِنَ الخيرِ

تَرى حَقَّ بَني عَمِّ

كَ أَمراً غَيرَ تَقصيرِ

وَما تَنفَكُّ مَشغولاً

بِتَقليبِ الدَنانيرِ

فَأَصبَحتَ تَحَوَّلتَ

إِلى بَيعِ القَواريرِ

كَذاكَ الدَهرُ مَطوِيٌّ

عَلى الناسِ بِتَغييرِ

فَبِعني قَفَصاً مِنكَ

بِألفٍ غَيرَ مَنزورِ

ثَلاثينَ وَسِتّينَ

وَعَشراً غَيرَ تَمصيرِ

فَخُذها كَالمَصابيحِ

عَلى أَيدي المَعاصيرِ

سَريحَينِ مِنَ الدُرِّ

وَمِن ياقوتِ حَزّورِ

يُضيءُ البَيتَ وَالدارَ

وَأَجوافَ المَطاميرِ

وَنِعمَ العَينُ لِلناظِ

رِ في ظَلماءِ دَيجورِ

أَيا طَلحَةُ قَصَّرتَ

وَلا أَرضى بِتَقصيرِ

أُحِبُّ النائِلَ السَهلَ

وَأَقلي كُلَّ مَعسورِ

فَشِن نَفسَكَ أَو زِنها

فَإِنَّ البُردَ بِالنيرِ