حال حب الذلفاء دون الرقاد

حالَ حُبُّ الذَلفاءِ دونَ الرُقادِ

وَاِرثِيا صاحِبَيَّ لي مِن سُهادِ

وَاِترُكا لي مِن أَمرِهِ كُلَّ يَومٍ

بِاِقتِصادٍ لَيسَ الهَوى بِاِقتِصادِ

نَصبَ عَيني سُعادُ فَاِستَبقِياني

لَيسَ قَلبي بِمُقصِرٍ عَن سُعادِ

وَجهُها الوَجهُ لا تُطاعانِ فيهِ

فَاِنزِلا البُعدَ أَو أَريدا مُرادي

وَلَقَد قُلتُ يَومَ قالوا تَشَكَّت

بِصُداعٍ مِن صالِبِ الأَورادِ

لَيتَ داءَ الصُداعِ أَمسى بِرَأسي

ثُمَّ كانَت سُعادُ مِن عُوّادي

ذاكَ إِذ أَهلُها دِناءٌ وَعَهدي

بِالجَزعِ وَالأَجمادِ

لا تُحِبُّ الفِراقَ حَتّى غَدا البَي

نُ وَأَقوَت دِيارُنا بِالنِجادِ

فَاِبكِ مِن دارِسٍ وَمِن نَسَفاتِ ال

حَيِّ كَالجونِ عُلِّقَت في الرَمادِ

وَمَصامُ الجِيادِ يَمشي بِها الرَأ

سُ الرَأسُ غُدُوّاً كَالعائِدِ الحَمّادِ

أَصبَحَت مِن عُبَيدَ قَفراً وَقَد تَغَ

نى زَماناً بِلادُها مِن بِلادي

ثُمَّتَ اِزدَدتُ بَعدَها مِن سُلُوٍّ

بَل أَراني مِن حُبِّها في اِزدِيادِ

لَيتَ شِعري عَن ذَلِكَ الشَخصِ إِذ شَط

طَت بِهِ نِيَّةٌ إِلى أَجيادِ

هَل دَعا شَوقُهُ الوِسادَ فَإِنّي

لَم أَنَل بَعدَهُ اِشتِياقَ وِسادِ

أُنكِرُ النَفسَ وَالفُؤادَ وَلا أَع

رِفُ مَأتى غِوايَةٍ مِن رَشادِ

وَكَأَنّي بُدِّلتُ بِالنَفسِ نَفساً

وَكَأَنَّ الفُؤادَ غَيرُ الفُؤادِ

لا تَلوما لاقَيتُما مِثلَ ما لا

قى بِبَينِ المُحِبِّ إِذ قيلَ غادِ

راعَهُ مِن سُعادَ إِذ وَدَّعَتهُ

في ثَلاثٍ مِن مُلكِها أَغيادِ

وَجهُ شَمسٍ بَدا بَعَينَي غَزالٍ

في عَسيبٍ مُقَوَّمٍ مَيّادِ

يَأخُذُ المِرطَ وَالمُؤَصَّدَ ذا العَر

ضِ وَثَوباً رَجراجَةَ الأَبرادِ

بِأَبي تِلكُمُ وَأُمّي وَنفسي

في التَداني إِذا دَنَت وَالبِعادِ

وَمُوارٍ بِالدينِ لا يَذكُرُ الدي

نَ إِذا ما خَلا مِنَ الأَرصادِ

نَبَطِيٌّ يُدعى زِياداً وَقَد عا

شَ زَماناً يُدعى بِغَيرِ زِيادِ

كَأَنَّ قَولي لَهُ تَنَحَّ فَإِنّي

رَجُلٌ مِن صَلاةِ أَهلِ السَوادِ