صحا القلب عن سلمى وشاب المعذر

صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَشابَ المُعَذَّرُ

وَأَقصَرتُ إِلّا بَعضَ ما أَتَذكَّرُ

وَما نِلتُها حَتّى تَولَّت شَبيبَتي

وَحَتّى نَهاني الهاشِمِيُّ المُغَرَّرُ

فَإِن كُنتُ قَد وَدَّعتُ عَمّارَ شاخِصاً

وَبَصَّرَني رُشدي الإِمامُ المُبَصِّرُ

هِجانٌ عَلَيها حُمرَةٌ في بَياضِها

تَروقُ بِها العَينَينِ وَالحُسنُ أَحمَرُ

فَيا حَرَبا بانَ الشَبابُ وَحاجَتي

إِلَيهِنَّ بَينَ العَينِ وَالقَلبِ تَسجُرُ

أَقولُ وَقَد أَبدَيتُ لِلَّهوِ صِحَّتي

أَلّا رُبَّما أَلهو وَعِرضي مُوَفَّرُ

فَدَع ما مَضى لَيسَ الحَديثُ بِما مَضى

وَلَكِن بِما أَهدى إِلَيكَ المُجَشِّرُ

أَلَم يَنهَكَ الزِنجِيُّ عَنّي وَصِيَّةً

وَقالَ اِحذَرِ الرِئبالَ إِنَّكَ مُعوِرُ

وَما زِلتَ حَتّى أَورَدَتكَ مَنِيَّةٌ

عَلى أُختِها ما بِالمَنِيَّةِ مَصدَرُ

وَأَعثَرتَ مَن كانَ الجوادَ إِلى الخَنا

أَبا حَسَنٍ وَالسائِقُ العُربَ يُعثِرُ

أَبا حَسَنٍ لَم تَدرِ ما في إِهاجَتي

وَفي القَومِ مَن يَهدي وَلا يَتَفَكَّرُ

أَتَروي عَلَيّ الشِعرَ حَتّى تَخَبَّأت

كِلابُ العِدى مِنّي وَرُحتُ أُوَقَّرُ

فَإِن كَنتَ مَجنوناً فَعِندي سَعوطُهُ

وَإِن كُنتَ جِنِّيّاً فَجَدُّكَ أَعثَرُ

جَنَيتَ عَلَيكَ الحَربَ ثُمَّ خَشيتَها

فَأَصبَحتَ تَخفى تارَةً ثُمَّ تَظهَرُ

كَسارِقَةٍ لَحماً فَدَلَّ قُتارُهُ

عَلَيها وَأَخزاها الشِواءُ المُهَبَّرُ

وَما قَلَّ نَفسُ الخَيرِ بَل قَلَّ أَهلُهُ

وَأَخطَأتَهُ وَالشَرُّ في الناسِ أَكثَرُ

أَبا حَسَنٍ هَلّا وَأَنتَ اِبنُ أَعجَمٍ

فَخَرتَ بِأَيّامي فَرابَكَ مَفخَرُ

فَلا صَبرَ إِنّي مُقرَنٌ بِاِبنِ حُرَّةٍ

غَداً فَاِعرِفاني وَالرَدى حينَ أَضجَرُ

دَعا طَبَقَي شَرٍّ فَشُبِّهتُما بِهِ

كَأَنَّكُما أَيرانِ بَينَكُما حَرُ

سَتَعلَمُ أَنّي لا تَبِلُّ رَمِيَّتي

وَأَنَّ اِبنَ زِنجِيٍّ وَراءَكَ مُجمَرُ

أبا حَسَنٍ شانَتكَ أُمُّكَ بِاِسمِها

وَمُعسِرَةٌ في بَظرِها أَنتَ أَعسَرُ