طيف خيال يعتريني زائرا

طَيفُ خيالٍ يَعتَريني زائِرا

لَمّا رَأَيتُ الدينَ حَظّاً وافِرا

قُلتُ لِقَلبي ناهِياً وَآمِرا

سَلِّم عَلى اللَهوِ وَدَعهُ دائِرا

أَصبَحتُ لِلغُرِّ الغَواني هاجِرا

وَرُبَّما ذَكَّرَني تَماضُرا

طَيفُ خيالٍ يَعتَريني زائِرا

وَالطَيفُ مِمّا أَن يَرِقَّ الذاكِرا

يا أَيُّها السائِلُ عَنّي باكِرا

اِسمَع وَلاقَيتَ الخَبيرَ الخابِرا

أَبي خُراسانُ وَأَدعو عامِرا

أَكرَمُ حَيٍّ أَوَّلاً وَآخِرا

وَلا تَرى مِثلي لجاري غادِرا

إِذا قَدَرتُ أَن أَكونَ الضائِرا

حَلُمتُ وَالحِلمُ يَزينُ القادِرا

يا بنَ الخَليقِ قَد لَقيتَ فاقِرا

لاقى بِما قالَ لَموحاً باصِرا

فَأَصبَحَ العَبدُ الذَميمُ ذاعِرا

لا يَحمَدُ الوِردَ وَلا المَصادِرا

قَد فَضَحَ البَدوَ وَأَخزى الحاضِرا

وَالجارَ وَالأَقرَبَ وَالمُصاهِرا

إِيّاكَ يا اِبنَ القَومِ أَن تُفاخِرا

أَما تَرى رَأسَكَ وَالمَناحِرا

أَصبَحتَ بَعدَ الهَمَرانِ حافِرا

لا تُحسِنُ الشِعرَ وَتَهجو الشاعِرا

يا اِبنَ الخُلَيقِ اِقعُد قَميئاً صاغِرا

وَاِصبِر فَقَد كانَ أَبوكَ صابِرا

لا يُنكِرُ المَوتَ وَلا المَعائِرا