من أبي هشام يا رجال قصيدة

مِنَ أَبي هِشامٍ يا رِجالُ قَصيدَةٌ

تَبكي لَها الفِتيانُ وَالفَتَياتُ

كُتِبَت بِما جَرَتِ الدُموعُ فَصُلِّيَت

أَبَداً عَلى مَن قالَها الصَلَواتُ

مِن داخِلِ الشَوقِ الدَخيلِ إِلى الَّتي

فيها تَروحُ لِعَينِهِ العَبَراتُ

فَفُؤادُهُ طُرّاً يَعيشُ بِذِكرِها

وَيَموتُ حينَ تُطِلُّهُ الزَفَراتُ

شَوقاً إِلى صَنَمِ العِراقِ فَعَينُهُ

قَد وُكِّلَت بِمَنامِها اليَقَظاتُ

ما مِن جَميلَةِ مَعشَرٍ إِلّا لَها

أُختٌ تُعَدُّ وَما لَها أَخَواتُ

لا الشَمسُ تَقشِرُها وَلا قَمَرُ الدُجى

وَهُما اللَذانِ إِلَيهِما المَثُلاتُ

قُل لِلغَواني إِن قُتِلتُ مِنَ الهَوى

فَلَكُنَّ مِن عَدوى دَمي بَرَآتُ

سُقمي عُبَيدَةُ إِن سَقُمتُ وَصِحَّتي

وَلَها تَطيبُ لِنَفسي الخَلَواتُ

يا عَبدَ أَقسِمُ بِالَّذي أَنا عَبدُهُ

وَلَهُ المَقامُ وَما حَوَت عَرَفاتُ

لا أَصطَفي أَبَداً سِواكِ خَليلَةً

فَثِقي بِذَلِكَ وَالكِرامُ ثِقاتُ

وَلَوَ اَنَّني في التُربِ ثُمَّ دَعَوتِني

لَبَّيتُ صَوتَكِ وَالعِظامُ رُفاتُ

فَإِذا ذَكَرتُكِ يا عُبَيدَ تَقَطَّعَت

نَفسي عَلَيكِ وَعادَني حَسَراتُ

طوبى لِمَن يُمسي وَأَنتِ ضَجيعُهُ

قَد عُجِّلَت لِضَجيعِكِ الحَسَناتُ