نهاني أمير المؤمنين عن الصبا

نَهاني أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الصِبا

فَدونَ الغَواني عَومَةٌ لا أَعومُها

وَأَغيَدَ مِطرابِ العَشِيَّاتِ مُرعَشٍ

مِنَ الخَمرِ لا يَلقاكَ إِلاّ نَديمُها

كَرَرنا أَحاديثَ الزَمانِ الَّذي مضى

فَلَذَّ لنا مَحمودُها وَذَميمُها

فَوَاللَهِ لا أَدري أَقَضّى لُبانَةً

مِنَ الصَحوِ أَم وَلّى بِنَفسٍ يَلومُها

وَإِنّي لَفَيّاضُ اليَدَينِ عَلى الغِنى

وَفي الفَقرِ عَفُّ النَفسُ عَمّا يَذيمُها

وَإِنّي لَمَخشِيُّ العُرام وَرُبَّما

صَفَحتُ عَنِ العَوراءِ بادٍ شَكيمُها

إِذا ما وَلِيُّ العَهدِ قَضّى لُبانَتي

وَقَفتُ بِأُخرى عِندَهُ أَستَديمُها

فِدىً لَكَ ما أَلقَت إِلَيكَ مَطِيَّتي

إِذا فِتنَةٌ قامَت وَقامَ زَعيمُها

تَقَلَّبتَ في بَيتِ النُبُوَّةِ يافِعاً

وَخِرقاً وَمَعقوداً عَلَيكَ تَميمُها