ونبئت قوما بهم جنة

وَنُبِّئتُ قَوماً بِهِم جِنَّةٌ

يَقولونَ مَن ذا وَكُنتُ العَلَم

أَلا أَيُّها السائِلي جاهِداً

لِيَعرِفَني أَنا أَنفُ الكَرَم

نَمَت في الكِرامِ بِني عامِرٍ

فُروعي وَأَصلي قُرَيشُ العَجَم

فَإِنّي لأُغني مَقامَ الفَتى

وَأُصبي الفَتاةَ فَما تَعتَصِم

وَجارِيَةٍ خُلِقَت وَحدَها

كَأَنَّ النِساءَ لَدَيها خَدَم

دُوارُ العَذارى إِذا زُرنَها

أَطَفنَ بِحَوراءَ مِثلِ الصَنَم

يَظَلنَ يُمَسِّحنَ أَركانَها

كَما يُمسَحُ الحَجَرُ المُستَلَم

وَبَيضاءَ يَضحَكُ ماءُ الشَبا

بِ في وَجهِها لَكَ إِذ تَبتَسِم

ظَمِئتُ إِلَيها فَلَم تَسقِني

بِرِيٍّ وَلَم تَشفِني مِن سَقَم

وَقالَت هَويتَ فَمُت راشِداً

كَما ماتَ عُروةُ غَمّاً بِغَم

فَلَمّا رَأَيتُ الهَوى قاتِلي

وَلَستُ بِجارٍ وَلا بِاِبنِ عَم

دَسَستُ إِلَيها أَبا مِجلَزٍ

وَأَيَّ فَتىً إِن أَصابَ اِعتَزَم

فَما زالَ حَتّى أَنابَت لَهُ

فَراحَ وَحَلَّ لَنا ما حَرُم

أَصَفراءُ لَيسَ الفَتى صَخرةً

ولَكِنَّهُ نُصبُ هَمٍّ وَغَم

أَقولُ لَها حينَ قَلَّ الثَراء

وَضاقَ المُرادُ وَأَودى النَعَم

إِذا ما اِفتَقَرتُ فَأَحيي السُرى

إِلى اِبنِ العَلاءِ طَبيبِ العَدَم

دَعاني إِلى عُمَرٍ جودُهُ

وَقَولُ العَشيرَةِ بَحرٌ خِضَم

وَلَولا الَّذي زَعَموا لَم أَكُن

لِأَمدَحَ رَيحانَةً قَبلَ شَمّ

أَلا أَيُّها الطالِبُ المُبتَغي

نُجومَ السَماءِ بِسَعيٍ أَمَم

سَمِعتَ بِمَكرُمَةِ اِبنِ العَلا

فَأَنشَأتَ تَطلُبُها لَستَ ثَمّ

إِذا عَرضَ اللَهوُ في صَدرِهِ

لَها بِالعَطاءِ وَضَربِ البُهَم

يَلَذُّ العَطاءَ وَسَفكَ الدِماءِ

وَيغدو عَلى نِعَمٍ أَو نِقَم

فَقُل لِلخَليفَةِ إِن جِئتَهُ

نَصوحاً وَلا خَيرَ في مُتَّهَم

إِذا أَيقَظَتكَ حُروبُ العِدا

فَنَبِّه لَها عُمَراً ثُمَّ نَم

فَتىً لا يَنامُ عَلى ثَأرِهِ

وَلا يَشرَبُ الماءَ إِلاّ بِدَم

إِذا ما غَزا بَشَّرَت طَيرُهُ

بِفَتحٍ وَبَشَّرَنا بِالنِعَم

إِذا قالَ تَمَّ عَلى قَولِهِ

وَماتَ العَناءُ بِلا أَو نَعَم

وَبَعضُ الرِجالِ بِمَوعودِهِ

قَريبٌ وَبِالفِعلِ تَحتَ الرَجَم

كَجاري السَرابِ تَرى لَمعَهُ

وَلَستَ بِواجِدِهِ عِندَكَم