يا رحمة الله حلي في منازلنا

يا رَحمَةَ اللَهِ حُلّي في مَنازِلِنا

وَجاوِرينا فَدَتكِ النَفسُ مِن جارِ

أَنتِ المُنى وَحَديثُ النَفسِ خالِيَةً

وَمُنتَهى حاجَتي القُصوى وَأَوطاري

أَرضى بِقُربِكِ مِن مالٍ وَمِن سَكَنٍ

وَمِن نَعيمي وَمِن رَهطي وَزُوّاري

وَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الحُبَّ يَتبَعُني

وَأَنتِ في راحَةٍ مِن هَمِّيَ الساري

لَيتَ المَنايا دَعَتني فَاِستَجَبتُ لَها

وَكُنتُ مِمَّن تُواتي دارُها داري

لَولا هَواكِ أَبَت نَفسي مَناعِمَها

مِن كُلِّ مَخطوطَةِ المَتنَينِ مِعطارِ

حَوراءُ كَالريمِ أَعلاها إِذا خَرَجَت

تَهتَزُّ في كَفَلٍ كَالدِعصِ مَرمارِ

يا رَحمَةَ اللَهِ حُلّي غَيرَ صاغِرَةٍ

عَلى حَزينٍ بِدارِ الحُبِّ مَرّارِ

قَد رابَهُ مِن صَديقٍ كانَ يَأمَلُهُ

صُبحٌ وَبادَرَهُ قَومٌ بِإِنكارِ

كَأَنَّني مِن عَناءِ الحُبِّ في سِنَةٍ

مُطَرَّحٌ بَينَ إِقبالٍ وَإِدبارِ

إِنّي بِما اِحتَمَلَت عَيني حَوائِجَكُم

وَاِستَحلَتِ العَينُ مِنّي دَمعُها جاري

أَبيتُ وَالحِبُّ في سَمعي وَفي بَصَري

وَفي لِساني وَأَطرافي وَآثاري

كَأَنَّما بِتُّ مَقروناً بِساحِرَةٍ

كانَت عَلى القَلبِ تَمريهِ بِأظفارِ

أَهيمُ مِمّا بِقَلبي مِن صَبابَتِهِ

وَبِالمدامِعِ مِن شَوقي وَتَذكاري

لا أَذكُرُ الجَنَّةَ المَغبوطَ ساكِنُها

وَقَد نَسيتُ وَعيدَ اللَهِ بِالنارِ

كَأَنَّني بِكِ إِذا تَمشينَ راضِيَةً

أَمشي عَلى جَمرَةٍ أَو حَدِّ مِنشارِ

أَشُكُّ في الناسِ ما قالَت وَما صَنَعَت

وَلا أَشُكُّ بِسُقمٍ داخِلٍ بارِ

حَتّى مَتى أَنا مَشغولٌ بِحُبِّكُمُ

مِن شِدَّةِ الحُبِّ أَو أَهذي بِأَشعاري

كَأَنَّ نَفسي بِما زادَت وَما نَقَصَت

شَيءٌ سِوى النَفسِ لَم يُخلَق بِمِقدارِ

إِلّا تَغَوُّلَ أَمثالٍ تَكُن مَثَلاً

لِكُلِّ مُستَمِعٍ مِنكُم وَنَظّارِ

وَمَعشَرٍ جَعَلوا حُبّي زِيارَتَكُم

عاراً عَليَّ وَما بِالحُبِّ مِن عارِ

قالوا ذَواتُ الغِنى خَيرٌ فَقُلتُ لَهُم

بِرَحمَةِ اللَهِ أَستَغني وَأَوطاري

أَغنَيتُهُم بِمَزيدٍ في مَساءَتِهِم

وَكُنتُ فيما اِبتَغَوا مِن حُبِّ إِقصارى

كَقائِلٍ إِذ لَحى في الخَمرِ عاذِلُهُ

لَأَشرَبَنَّ وَلَو كَأساً بِدينارِ