يا طيب عبدة ويلي منك يا طيبي

يا طيبَ عَبدَةَ وَيلي مِنكَ يا طيبي

قَطَّعتَ قَلبي بِشَوقٍ غَيرَ تَعتيبِ

قُل لِلَّتي نَفسُها نَفسي وَما شَعَرَت

مُنّي عَلَيَّ بِنَومٍ مِنكِ مَوهوبِ

إِنَّ الرَسولَ الَّذي أَرسَلتِ غادَرَني

بِغُلَّةٍ مِثلِ حَرِّ النارِ مَشبوبِ

أُساوِرُ اللَيلَ تَحتَ الهَمِّ مُجتَنِحاً

مِن طولِ صَفحِكِ عَنّي في أَعاجيبِ

كَأَنَّ بي مِنكِ طَبّاً لا يُفارِقُني

وَإِن غَدَوتُ صَحيحاً غَيرَ مَطبوبِ

لقَد ذَكَرتُكِ وَالفَوقانُ يَأخُذُني

وَما نَسيتُكِ بَينَ الكَأسِ وَالكوبِ

وَقائِلٍ إِذ رَأى شَوقي وَصَفحَكُمُ

دَعها فَما لَكَ مِنها غَيرُ تَنصيبِ

لا شَيءَ أَبعَدُ مِمّا لَستَ نائِلَهُ

إِنَّ البَخيلَ بَعيدٌ غَيرُ مَقروبِ

فَقُلتُ كَلّا سَيَجزي مَن لَهُ كَرَمٌ

شَوقاً بِشَوقٍ وَتَقريباً بِتَقريبِ

يَهُزُّني الناسُ مِن واشٍ وَمُنتَصِحٍ

وَاللَيثُ يُفرَسُ بَينَ الكَلبِ وَالذيبِ

لا خَيرَ في العَيشِ إِن لَم تُقضَ حاجَتُنا

مِمّا نُحِبُّ عَلى رَغمِ الأَقاريبِ

يَزيدُ في الداءِ مَن تُقلى زِيارَتُهُ

إِذا اِلتَقَينا وَشافٍ كُلُّ مَحبوبِ

يا عَبدَ حَتّامَ لا أَلقاكِ خالِيَةً

وَلا أَنامُ لَقَد طَوَّلتِ تَعذيبي

أَهدَيتِ لي الطيبَ في رَيحانِ ساحِرَةٍ

يا عَبدَ ريقُكِ أَشهى لي مِنَ الطيبِ

أَهدي لَنا شُربَةً مِنهُ نَعيشُ بِها

إِن كُنتِ مُهدِيَةً رَوحاً لِمَكروبِ

إِنَّ البَغيضَ إِلَينا لا نُطالِبُهُ

ذاكَ الهَوى وَحَبيبٌ كُلُّ مَطلوبِ

أَمّا النِساءُ فَإِنّي لا أَعيجُ بِها

قَد صُمتُ عَنها بِنَحبٍ مِنكِ مَنحوبِ

أَنتِ الَّتي تَشتَفي عَيني بِرُؤيَتِها

وَهُنَّ عِندي كَماءٍ غَيرَ مَشروبِ

وَفي المُحِبّينَ صَبُّ لا شِفاءَ لَهُ

دونَ الرِضى بَينَ مَرشوفٍ وَمَصبوبِ

إِنّي وَإِن كُنتُ حَمّالاً أُجاوِرُهُ

صَرّامُ حَبلِ التَمَنّي بِالأَكاذيبِ

لا يَخرُجُ الحَمدُ مِنّي قَبلَ تَجرُبَةٍ

وَلا أَكونُ أُجاجاً بَعدَ تَجريبِ