يا ويح حماد أمن نظرة

يا وَيحَ حَمّادٍ أَمِن نَظرَةٍ

راحَ أَسيراً غَيرَ مَجنوبِ

لِلَّهِ ما رانَ عَلى قَلبِهِ

مِن ساحِرِ المُقلَةِ مَشبوبِ

كَأَنَّهُ هاروتُ يَومَ اِغتَدى

يُديرُ عَينَيهِ بِتَقليبِ

أَغَنَّ أَحوى لانَ في رِقَّةٍ

يَختالُ في الخَزِّ وَفي الطيبِ

بَدا لِحَمّادٍ فَأَبدى لَهُ

شُغلاً عَنِ الدِرياقِ وَالكوبِ

قادَ النَباطِيَّ إِلى حَتفِهِ

نَظرَةُ عَينٍ شَطرَ مَحبوبِ

لَمّا رَأى ما عِندَهُ مُعجِباً

حَنَّ إِلَيهِ غَيرَ تَعييبِ

يَهذى بِخَشفٍ مُؤنِقٍ مُشرِقٍ

مُقابَلِ الجَدَّينِ مَنسوبِ

يَختَلِسُ القَلبَ بِإِبرامِهِ

مِنهُ وَإِطماعٍ وَتَجنيبِ

مُبَتَّلُ الخَلقِ هَضيمُ الحَشا

ذو شَعَرٍ كَالكَرمِ غِربيبِ

أَمرَدُ كَالمَأثورِ حينَ اِستَوى

لَم تَرَهُ عَينٌ عَلى حوبِ

يَمشي إِذا راحَ بِرَمّاغَةٍ

لَجَّت بِإِصعادٍ وَتَصويبِ

وَخِصيَةٍ في حُسنِ ياقوتَةٍ

سيقَت إِلى أَصيَدَ مَحجوبِ

يَقولُ حَمّادٌ إِذا ما نَأى

يا رَبِّ فَرِّج كَربَ مَكروبِ

حَمَّلتَني الشَوقَ وَباعَدتَني

ما هَكَذا الرَبُّ لِمَربوبِ

رَضيتُ ميعادَكَ يا سَيِّدي

إِن لَم يَكُن ميعادَ عُرقوبِ