يطوف العفاة بأبوابه

يَطوفُ العُفاةُ بِأَبوابِهِ

كَطَوفِ الحَجيجِ بِبَيتِ الحَرَم

أَبى طَلَلٌ بِالجِزعِ أَن يَتَكَلَّما

وَماذا عَلَيهِ لَو أَجابَ مُتَيَّما

وَبِالفِرعِ آثارٌ بَقينَ وَباللِوى

مَلاعِبُ لا يُعرَفنَ إِلاّ تَوَهُّما

إِذا ما غَضِبنا غَضبَةً مُضَرِيَّةً

هَتَكنا حِجابَ الشَمسِ أَو تُمطِرَ الدَما

إِذا ما أَعَرنا سَيِّداً مِن قَبيلَةٍ

ذُرى مِنبَرٍ صَلّى عَلَينا وَسَلَّما

وَإِنّا لَقَومٌ ما تَزالُ جِيادُنا

تُساوِرُ مَلكاً أَو تُناهِبُ مَغنَما

خَلَقنا سَماءً فَوقَنا بِنُجومِها

سُيوفاً وَنَقعاً يَقبِضُ الطَرفَ أَقنَما

وَمَحبِسِ يَومٍ جَرَّتِ الحَربُ ضَنكَهُ

دَنا ظِلُّهُ وَاِحمَرَّ حَتّى تَحَمَّما

تَفَوَّقتُ أَخلافَ الصِبا وَتَقَدَّمَت

هُمومِيَ حَتّى لَم أَجِد مُتَقَدَّما

فَهَذا أَوانَ اِستَحيَتِ النَفسُ وَاِرعَوى

لِداتي وَراجَعتُ الَّذي كانَ أَقوَما

وَيَومٍ كَتَنّورِ الإِماءِ سَجَرنَهُ

وَأَوقَدنَ فيهِ الجَزلَ حَتّى تَضَرَّما

رَمَيتُ بِنَفسي في أَجيجِ سَمومِهِ

وَبِالعيسِ حَتّى بَضَّ مِنخَرُها دَما