غرفة الخادمات

 

غرفة الْخادمات

جُدرانٌ متقابلة في مساحةٍ مستطيلةٍ وضيّقة. طاولةٌ وكرسي وسرير. لوهلة تظنّ أنّ كلّ شيء هنا. الرّطوبةُ بمقدار ما تحْتملُ والضّجرُ أيضاً. لكي تُشغِلَ نفسَكَ تُرتّب السّرير، تدفع الكرسيّ في اتّجاه الطاولة. تفتح كتاباً وتتركه، بمفرده، هناك. تصنع لنفسك قهوةً. ويبقى لك في اللحظات المقبلة، حين تضجر، أن تصنع لنفسك القهوةَ مرّةً ثانية. إذ لا شيء يمنعك من استخدام الوقت كما تشاء. فالأشياء جيّدة هنا. والوقت أكثر مما تظنّ. لكنّ النافذةَ ليست هنا. أعني ليست على هذا الجدار أو على الجدار المقابل. ليست على الإطلاق.

غداً سأخبرُ العجوزَ جارتي أنّني في حاجةٍ لنافذتي. وأنّني بَدلَ الكُوّة التي في السّقف، أريدُ نافذةً ودرفتين وأُصّاً للنّبات، وربّما سحابةً وطرف مبنى مقابل وعابرينَ بثياب الشّتاء الداكنة.