تأوبه من همه ما تأوبا

تأوَّبه من همه ما تأوَّبا

فبات على جمر الأسى متقلبا

مرت مُزنَ عينيه غداة تحمَّلوا

عواصفُ ريح الشوق حتى تصيبا

دموعٌ هتكن الستر عن مضمر الجوى

وأبدين من سر الهوى ما تغيَّبا

خليلي ما لي كلَّما لاح بارق

تذكَّرت برقاً بالعقيق وزينبا

أؤيسُ بالنائين نوماً مشردا

وأُطمِع بالثاوين قلباً معذبا

ومن لي بِرَد الخِبل إذ جدت النوى

به وبوصل الحبل أن يتقضبا

أفي كل حين أمتري غَربَ مقلة

أبي الوجدُ إلا أن تجود فتغربا

إذا عنَّ لي ظبي بوجرة

شادن تكرتُ من عَنّى الفؤادَ وعذبا

وارتاح للأرواح من نحو أرضها

ونثنى عِناني للصبا نفحة الصبا

ولولا التهابُ الشوق بين جوانحي

لأمرعَ خدي بالدموع وأعشبا

ألا قاتلَ اللَه الهوى كيف قادني

إلى مَصرَعي طوعاً وقد كنت مُصعَبا

وما كنت أخشى أن أبيتَ معذبا

بعذب رُضابِ من حمى الثغرَ أشنبا

وخد ألاقي دونَ شم رياضِهِ

من اللحظِ هِنديّاً وللصدغ عقربا

أجَدَّكَ لم تُبصر تألق بارق

يجِد نشاطاً في ذُرى الأفق أهدبا