شرف المصطفى رفيع عماده

شرَفُ المُصْطَفى رفيعٌ عمادُه

لَيْسَ يُحْصَى بكثرة تَعْدَادُه

لاح للمهتدين منه سراجٌ

بِيَدِ الله قِدْحُهُ وزنَادُه

وبدا لِلْغاوِينَ سَيفَ انتقامٍ

مستحيلٌ عليهمُ إغمادُه

بَعْثُهُ بَعْث كل خَير ومِيلا

دُ الهدى والتقَى مَعاً ميلادُه

فالمعالي لِذاتِهِ وعُلومُ الغَيْ

ب لذاتُه ومِنها مِدَادُه

وَلَهُ فِي صفَاتِه وَمَزَايَاهُ كَما

لٌ تَشْجَى بِهِ حَسَّادُهْ

لا ينالُ العدوُّ منها ولا يق

دَحُ فِيهَا عُتُوُّه وعَتَادُه

بَهَرَتْ كُلَّ من رآها كمالاً

وأقرتْ بِفَضْلِها أضُدَادُهُ

ثَابتُ الجأش طَاهرُ النفْس سمح الطْ

طَبع فِي البذلِ الجزيل جواده

جامِلُ الكل وَافرُ الفضْل وَا

فى العدلَ هَنيُّ المرامِ سَهْلٌ قياده

أَبُطَحِيٌّ لَهُ منَ النَّسبِ الوا

فر فخرٌ تنمَى بِهِ أجْدَادُه

وَلَهُ فَوْقَ فخرهمْ منْ مساعي

ه طريقٌ لا يدَّعيه تِلادُهْ

وبه قَدْ تَدَارَكَ اللهُ أهْلَ ال

أرْض لما طَغَى عَلَيْهَا عِبادُهْ

وغَدَا فيهمو لإِبْليس سُوقٌ

قائمٌ بَيْنَهمْ بعيدٌ كسادُهْ

وضلالٌ لوْ أَنَّهُ لاحَ للأعْ

ينُ غَطى وجهَ الصباح سوادُهْ

فأتاهُمْ نُورٌ مُبينٌ ودِين

واضحٌ حَقُّهُ جَلِيٌُّ سدَادُه

جَاءَ مِن عندِ ربهِ بِكتاب

مُحْكَمِ النَّظْمِ كامل إرشَادُهْ

هو غَض عَلَى الزَّمانِ لَذيذٌ

دَرْسُهُ لا يَمَله تَرْدَادُهْ

أعْجَزَ العَالمِينَ طُرّاً ومَنْ غا

لَبَ بَحْراً وَدَتْ بِهِ أطْوَادُه

سُخرَ الكَوْنُ لِلرَّسُولِ فَأَبْدَى

صَامِتٌ نُطْقَه وحَيَّا جَمادُه

وَلَهُ الجذعُ حَنَّ لما شَجَاهُ

بَعْدَ قرب المزارِ مِنْهُ بعادُه

وأجَابَ اسْتِدعَاهُ الشَّجَرُ المنقا

دُ طَوْعاً لمَّا أريد انْقِيادُه

وأتى بانْشِقَاق بَدْر الدَّيَاجِي

خَبَرٌ عَنْهُ ثَابِتٌ إِسْنَادُهْ

كَثُرَتْ مُعْجِزاتُ أحمدَ حَتَّى

صَارَ خرقُ العادات فِيهَا اعتِيادُه

هيَ كالدُّر فِي الغنا إِنْ يُؤلَف كا

نَ فضْلاً أَوْ لا اكْتَفَتْ آحادُهْ

ثُمَّ لو لَمْ يكنْ لَكَانَ دَليلاً

وَاضحاً حُسْنُ شرْعِه واعتِقَادهْ

ويَقيناً بالله حَقّاً فَلا تَلْقَا

هُ إِلاَّ عَلَى الإلَه اعتِمادُهْ

وَعُلُومٌ لَمْ يدرها قومهُ قبْ

ل وحُكْمٌ لا تَقْتَضيهِ بِلادُهْ

وَعِبادَاتُه الَّتِي لَمْ يَحُلْ عَنْها

ملالا وَطَالَ فِيهَا اجْتِهَادُهْ

سعدَت منهُ أنجمُ الليل بالصح

بة حين اشْتَكى الفِراقَ وسَادُهْ

تعبٌ لِلجسومِ يبدِلهُ الل

ه منْ رَاحَةٍ المَعَاد مُرَادُهْ

يَا رَسولَ الملِيكِ دعوة مَنْ

زَادَ بِهِ شَوقهُ وصَحَّ ودادُهْ

لكَ أشكُو حالاً من الدين والدنْ

يا شديدٌ غُلْوّهُ واقْتِصَادُهْ

هوَ حَدُّ بَيْنَ السرور وبَينِي

كَدَّرَ العيْشَ عَكْسُه واطرادُهْ

وعليكَ السلامُ من ذي اشتياق

أنتَ فِي الحشر كَنْزُهُ وَعَتادُهْ