تعزوا يابني حرب بصبر

تعزَّوا يابني حرب بصبر

فمن هذا الذي يرجوا الخلودا

لعمرو مناخهنَّ ببطن جمع

لقد جهَّزتم ميتا فقيدا

لقد وارى قليبكم بياناً

وحلماً لا كفاء له وجودا

وجدناه بغيضاَ في الأعادي

حبيباً في رعيَّته حميدا

أميناً مؤمناً لم يقض أمراً

فيوجد غبُّه إِلا رشيدا

إماماً لا يجور كأنَّ فينا

به الصديقَ أوعمر الشهيدا

يجود لهم بماملكت يداه

ويغفر ذنبهم إلا الحدودا

يجود لهم بما ملكت يداه

ويغفر ذنبهم إلا الحدودا

فقد أضحى العدو رخيَّ بال

وقد أمسى التقيُّ بها عميدا

فعاض الله أهل الدين منكم

وردَّ لنا خلافتكم جديدا

مجانبة المحاق وكلَّ نحسٍ

مقارنة الأيامن والسعودا

خلافة ربكم حاموا عليها

إذا غمزت خُنَابسة أسودا

تعلّمها الكهول المردَ حتّى

تَذِلَّ به الأكفُّ وتستقيدا

إذا ما قام ذو ثقةٍ تلقَّت

أخا ثقةٍ بها صَنَعاً مجيدا

تلقَّفها يزيد عن أبيه

وخذها يا معاوي عن يزيدا

فإن عرفت لكم فتلقفوها

ولا ترموا بها الغرض البعيدا

فإنَّ دنياكم بكم استقرَّت

فأولوا أهلها خلقاً سديدا

وإن ضجرت عليكم فاعصبوها

عصاباً تُستَدَر به شديدا