جعلت الغواني من بالكا

جعلت الغواني من بالكاً

ولم ينهك الشيب عن ذلكا

على حين كان الصبا شانئا

وأقصر باطل أخدانكا

بكيت العشيرة إِذ فارقوك

لأَنَّك فيها وأوطانكا

أقول لعثمان لا تلحني

أفق عُثمَ عن بعض تعذالكا

غريبٌ تذكَّر إِخوانه

فهاجوا له سقماً ناهكا

وكرَّهني أرضكم أنني

رأيت بها مالكاً فاتكا

فلما خشيت أظافيره

نجوت وأرهنهم مالكا

عريفاً مقيماً بدار الهوانِ

فأَهون عليَّ به هالكا

ويمَّمت أبيض ذا سورة

علا ذروة المجد والحاركا

أجوب إِليه أديم النهارِ

وأدّرع الأسود الحالكا

بأدماء قد ضمَّ منها السّفا

ر وأفنى سناماً لها تامكا

فلمّا أنحت إلى بابه

رأيت خليفتنا ذاكا

فقلت أجرني أبا خالدٍ

وإِلا فهبني امرأً هالكا

فجال بنا ثم قلت اعطفي

به يا صفيَّ ويا عاتكا

فأطَّت لنا رحمٌ برَّة

ولم يخفر النسب الشابكا

فكم فرَّجت بك من كربةٍ

ومن خلفةٍ عند أبوابكا

وكان وراءك ضرغاماةٌ

توائل منه بحو بائكا

فيا بن زيادٍ وكنت امرأً

كما زعموا عابداً ناسكا

فإنَّ معي ذمَّةً من يزيد

وإِنِّي أعوذ بإِسلامكا

من أن أظلم اليوم أو أن تطيع

بي الآثم الفاتكا

فلولا الثقال شفاعاتهم

وعقد الخليفة لم آتكا

فقد خُطَّ لي الرق فيه الأمان

إليك مخافة أبنائكا

فلا تحقرنه فقد خُطّ لي

رقىً من مخافة حيَّاتكا

أحبَّ رضاكن وإن لم تُثبني

به وتثبت سلطانكا

وأحضرت عذري عليه الشهود

إِن عاذراً وإن تاركا

وقد شهد الناس عند الإمام

أني عدوٌّ لاعدائكا

فقلت أجرني أبا خالدٍ

وإلا فهبني امراً هالكا