شيم الصوارم أن تقرب ما نأى

شِيَمُ الصوارمِ أن تُقرِّبَ ما نأى

لكنْ على مَنْ عَزْمُه كظُباتها

أخلصتَ للرحمن نيّةَ عالمٍ

أنَّ النُّفوسَ له على نيَّاتها

وجعلتَ تقوى اللهِ شِكَّتك التي

نزلتْ قلوبُ الرُّوم رَهْنَ شكاتها

أوطأتَ أرضَ المُشركين كتائباً

كادت تميدُ الأرضُ من وَطآتها

كالبحرِ يطفحُ موجهُ جَرْياً إذا

هبَّتْ رياحُ النَّصرِ في راياتها

جاءت تَرومُ الشُّهبَ في أبراجها

وتهابها الآسادُ في أجماتها

قد كان غَرَّ الرومَ صفحُكَ قادراً

حتَّى وضعتَ السَّيفَ في صَفَحاتها

ظَنُّوكَ لا تسطيعُ دَفْعَ كُماتها

إذ لم تُطِقْ بالجودِ ردَّ عُفاتها

تُزْهى بك الأيَّامُ وهيَ جديدةٌ

مثلَ الجيادِ زَهَتْ بحُسْنِ شِياتِها

فاسْلمْ على مرِّ اللَّيالي إنَّها

لتَحوطُ عِقْداً منك في لَبّاتها