أتاني الغلام وما قصرا

أَتاني الغُلامُ وَما قَصَّرا

يُديرُ المَدامَةَ مُستَبشِرا

وَيا حَبَّذا الراحُ مِن شادِنٍ

سَكَرتُ بِهِ قَبلَ أَن أَسكَرا

غَزالٌ غَزا طَرفُهُ في القُلوبِ

فَلِلَهِ كَم عاشِقٍ أَسَّرا

إِذا ما نَظَرتُ إِلى غَيرِهِ

دَعاني هَواهُ إِلى ما جَرى

وَظَبيٌ إِذا سَلَّ سَيف اللِحا

ظِ تَمَنّى السَلامَةَ أُسد الشَرى

وَشَمسُ المُدامَةِ في كَفِّهِ

تَضوعُ كَريقَتِهِ عَنبَرا

نديميَّ حثا كبار الكؤوس

فإن المؤذن قد كبّرا

مُعَتَّقَةً مِن هَدايا القسوس

تَجلُّ عَنِ الوَصفِ أَن تشتَرى

لَقَد كُنتُ بالروحِ أَبتاعُها

مِنَ القِسِّ لَو خَيَّرَ المُشتَرى

لَحاني العَذولُ عَلى شُربِها

فَأَضحى ولوعي بِها أَكثَرا

وَقال أَتَشربُها مُنكراً

فَقُلتُ نَعَم أَشرَبُ المنكَرا

إِلَيكَ عَذولي فَإِنّي فَتىً

أَرى في المَدامَةِ ما لا تَرى

جَعَلتُ لِروحي ريح النديمِ

فَداها وَأَرواحُ كُلِّ الوَرى