أيا شعب نجد رقادي حرام

أَيا شِعبُ نَجدٍ رُقادي حَرام

مَتى قُوِّضَت عَن رُباكَ الخِيام

أَلِفتُكَ إِلفَ الوَليدِ الرِضاع

وَقَد يُؤلِمَنَّ الرَضيعَ الفِطام

سَأَبكيكَ ما بَكَت الثاكِلات

وَهَيهاتَ يَبرُدُ مِنّي أَوام

أحنو إِلَيكَ حَنينَ النِياق

لَهُنَّ بِأَكنافِ نَجدٍ غَرام

لَعَمرِيَ ماذا يُريدُ الزَمان

لَقَد حارَ في صَرفِهِ المُستَهام

أكانَ حَرامٌ عَلى البَينِ أن

يَرى لي ما بَينَ أَهلي مَقام

وَلَم أَنسَ يَومَ النَوى وَالرَحيل

وَلِلوَجدِ بَينَ الضُلوعِ اِضِطِرام

وَسَيري عَنِ الشَرقِ مُستَقبِلاً

بِلاداً يُقالُ لَهُنَّ الشَآم

وَلَمّا اِنطَوى الخَيفُ عَن زائِرٍ

وَوَلّى النَهارُ وجَنُّ الظَلام

وَبِتُّ وَلَيسَ العَقيقُ العَقيق

وَلا الرَندُ رَندُ الحِمى وَالخِزام

شَكَوتُ إِلى البانِ ما بي فَما

مالَ إِلى أَن رَثى لي الحَمام

رَعى اللَهُ مَن لَستَ أَنساهُمُ

إِلى أَن أَموتَ وَتَبلى العِظام

وَأَصحابُ صِدقٍ بِأَرضِ الحِجازِ

غَدا جَميعُ شَملي بِهِم لا يرام

صَحِبتُهُمُ مُنذُ عُمري لَهُم

وَشَخصُ الشَبيبَةِ طِفل غُلام

بِحَقِّكِ نَشرُ الصبا إِن مَرَرت

بِتِلكَ الدِيام فَشَمّى المَدام

مَنازِلَ إِخواني الأَوَّلين

سَقاها مِنَ الغَيثِ سارٍ رُكام

أَيا نازِلينَ الحِمى هَل يَعودُ

لَنا بَعدَ وَقعِ الشتاتِ التِئام

عَلَيكُم وَإِن شَطَّ مِنّي المَزار

سَلامٌ وَجُهدُ المُقِلِّ السَلام