إن كنت تضمر لي في الحب إشفاقا

إِن كُنتَ تُضمِرُ لي في الحُبِّ إِشفاقا

فأطلِقِ الدَمعَ خَلفَ الظعنِ إِطلاقا

لا تَلحَني فَصَباباتٍ قُطِعتُ بِها

إِلى اللَذاذاتِ إِسباباً وَإِغلاقا

بَيني وَبَينَ حِمى الأَحبابِ عَهدُ هَوىً

أَلّا أَزالَ إِلَيهِ الدَهرُ مُشتاقا

يَشتاقُ قَلبي إِلى نَجدٍ وَيُطرِبُهُ

نَسيمُ نَجدٍ إِذا ما هَبَّ خَفّاقا

وَأسأَلُ البَرقَ أَحياناً فَتُخبِرُني

عَنهُمُ بِما يَملَأُ الأَحشاءَ إِحراقا

يا بَرقُ هَل رَبَّةُ الخالَينِ ذاكِرَةٌ

بَعد البِعادِ لَنا عَهداً وَميثاقا

واوَحشَتا لِدِيارٍ دونَ كاظِمَةٍ

كُلُّ الفَضاءِ لِعِينٍ بَعدَهُم ضاقا

قالَت فُتنتَ بِنا وجداً فَقُلتُ لَها

كَم قَد فَتِنتِ رَعاكِ اللَهُ عُشاقا

ويلاهُ مِن عَذبِة الأَلفاظ مُذ هَجَرَت

ما راقَ لِلعَينِ ما مِن عيشَةٍ راقا

يا لَسعَةً في فُؤادي لا أَرى أَبَداً

لَها سِوى القُربِ مِن لَمياءَ دِرياقا

إِن أَومَضَ البَرقُ نَجدِيّاً بَعَثتُ لَهُ

جارٍ مِنَ الدَمعِ مِدراراً وَمِهراقا

لَواَنَّ قَلبي في صَخرٍ لَقَلقَلَهُ

حادٍ بِها يَومَ سَفحِ المُنحَنى سِباقا

لا مَتَّعَ اللَهُ طَرفي في مَحاسِنِها

إِن كانَ مِن بَعدِها طيبُ الكَرى ذاقا