بدا فأراني الظبي والغصن والبدرا

بَدا فَأَراني الظَبيَ وَالغصَن وَالبَدرا

فَتَبّاً لِقَلبٍ لا يَبيتُ بِهِ مغرى

نَبيّ جَمال كُلّما فيهِ مُعجزٌ

مِنَ الحُسنِ لَكِن وَجهُهُ الآيَةُ الكُبرى

أَقامَ بِلال الخالي في صَحنِ خَدِّهِ

يُراقِبُ مِن لَألاءِ غَرّته الفجرا

مِنَ التركِ لَم يَترُك بِقَلبي تَجَلُّداً

فتورٌ بِجفَنَيهِ المِراضِ وَلا صَبرا

أُغالِطُ إِخواني إِذا ذَكروا لَهُ

حَديثاً كَأَنّي لا أُحِبُّ لَهُ ذِكرا

وَأصغي إِذا جاءوا بِغَيرِ حَديثِهِ

بِسَمعي وَلَكِنّي أَذوبُ لهُ فِكرا

أَعاذِل هَل بَصَرتَ مِن قَبلِ وَجهِهِ

وَعارِضه ناراً حَوَت جَنَّةً خَضرا

تَرَفّعَ عَن حَدِّ الملاحَةِ رُتبَةً

فَأَحمَدتُ فِعلاً حَيثُ أَسكنَتهُ الصَدَرا

بِورحي وَقَلبي شادِنٌ غَنجُ طَرفِهِ

يُعَلِّمُ هاروتَ الكَهانَة وَالسِحرا

يرَنّحُ عَطفَيهِ الدَلال فَيَنثني

كَما هَزَّ نَشوانٌ مَعاطِفهُ شُكرا

أَرى العَدلَ مَعروفاً بِكِسرى فَلِم أُرى

ظُلِمتُ بِأَجفانٍ شَهدت بِها كسرى

كَأَنّا تَعادينا السَقامَ لِحاجَةٍ

فَأَمرَضَني جِسماً وَأَنحَلتهُ خَصرا

سَرى طَيفُهُ لَيلاً إِلَيَّ مُجَدِّداً

عُهودَ الهَوى يا حَبَّذا ليلَةَ الإ سرا