خليلي عوجا بالغوير وكثبه

خَليلَيَّ عوجا بِالغُوَيرِ وَكُثبِهِ

وَلا تَمنَعا المُشتاقَ مِن لَثمِ تُربِهِ

هُوَ الصَبُّ يُصبيهِ الهَوى دونَ صَحبِهِ

خُذا مِن صَبا نَجدٍ اَماناً لِقَلبِهِ

فَقَد كادَ رَيّاها يَطيرُ بِلُبِّهِ

أَلا بَلِّغا سَهلَ الحِجازِ وَحُزنَهُ

تَحِيَّةَ صَبٍّ قَرَّحَ الدَمعُ جَفنَهُ

تُخَفِّفُ مِن قَلبِ المُتَيَّمِ حُزنَهُ

وَإِيّاكُما ذاكَ النَسيمُ فَإِنَّهُ

مَتى هَبَّ كانَ الوَجدُ أَيسَرَ خَطبِهِ

لَقَد جُرتُما في الحُبِّ لَمّا عَذَلتُما

مُحِبّاً بَراهُ حُبُّ ساكِنَةِ الحِما

ذَراهُ فَما يَزدادُ إِلّا تَتَيُّما

خَليلَيَّ لَو أَبصَرتُما لَعَذرتُما

مَحَلَّ الهَوى مِن مَغرمِ الصَبِّ صَبّهِ

أَلا مَن لِصَبٍّ لا يفيقُ مِنَ الجَوى

حَليفُ ضَنىً شَطَّت بِهِ غربَةُ النَوى

إِذا لاحَ بَرقُ الحاجِرِيَّةِ بِاللِوى

تَذَكَّر والذِكرى تَشوقُ وذو الهَوى

يَتوقُ وَمَن يَعلَق بِهِ الحُبُّ يُصبِهِ

بِروحِيَ مَن أَضحى لِروحِيَ فِتنَةً

أَرى حُبّهُ فَرضاً عَلَيَّ وَسُنَّةً

بَديعُ التَثَنّي يُخجِلُ الوَردَ فِتنَةً

أَغرُ إِذا آنَستُ في الحَيِّ أَنَّةً

حَذاراً وَخَوفاً أَن يَكونَ لِحُبِّهِ

أَميرُ جَمالٍ جائِرٌ في قَضائِهِ

إِذا سارَ سارَ البَدرُ تَحتَ لِوائِهِ

أَقولُ إِذا ما ماسَ تَحتَ قِبابِهِ

غَراماً عَلى يَأسِ الهَوى وَرَجائِهِ

وَشَوقاً عَلى بُعدِ المَزارِ وَقُربِهِ

وَلَم آنسَها في الرَكبِ واهِيَةَ القُوى

تَقولُ وَقَد جَدَّ الرَحيلُ مِنَ اللِوى

عَزيزٌ عَلَينا أَن يَشُطَّ بِنا النَوى

وَفي الرَكبِ مَطوِيُّ الضُلوعِ عَلى جَوى

مَتى يَدعُهُ داعي الغَرامِ يُلَبِّهِ

أُحِبُّ الَّذي فيهِ مِنَ الظَبيِ لَمحَةٌ

يَحَلُّ سُرورٌ حيثُ حَلَّ وَفَرحَةٌ

جُفونُ المُعَنّى فيهِ بِالدَمعِ سَمحَةٌ

إِذا خَطَرَت مِن جانِبِ الحَيِّ نَفحَةٌ

تَضَمَّنُ مِنها داءُهُ دونَ صَحبِهِ

حَبيبٌ لِقَلبي فِعلُهُ فِعلُ مُبغِض

لِناظِرِهِ المُسوَدِّ فَتكَةُ أَبيَضِ

جُعِلتُ فِداهُ مِن مُعِلٍّ وَمُمرِض

وَمُحتَجِبٍ بَينَ الأَسِنَّةِ مُعرِضٍ

وَفي القَلبِ مِن إِراضِهِ مِثل حَجبِهِ