صبر غريم الشوق منه مفلس

صَبر غَريم الشَوقِ مِنهُ مُفلِسُ

دَمعي المُقِرُّ بِهِ فَلم لا يحبسُ

أَفدي الَّذين لَهم وَثائِقُ صُحبَةٍ

عِندَ الوَفاءِ بِها تُباعُ الأَنفُسُ

لَو يَسمَعونَ سُكوت من هِجرانِهِم

حالاً يَرِقُّ لَها الجَمادُ الأَملَسُ

رَحَلوا وَعَهدي بِالمَدامِعِ بَعدَهُم

في سوقِ بَينهمم تُباعُ وَتبخَسُ

آهاً لِناظِرِيَ القَريحِ آمالَهُ

مِن غِلطَةٍ بَعدَ الفِراقِ فَيَنعِسُ

هَيهاتَ يوجَدُ لي سُلُوٌّ في الهَوى

وَيُهيجُ بَلوايَ الغَزالُ الأَلعَسُ

ظَبيٌ كأَنَّ الوَردَ في خَدَّيهِ مِن

دَمِ عاشِقيهِ كُلَّ يَومٍ يُغمَسُ

نَشوانُ ما شَرِبَ المَدام قَوامُهُ

غُصنٌ وَلَكِن في فُؤادي المَغرَسُ

لِمَ لا يَشِنُّ عَلى فُؤادي غارَةً

وَالخَدُّ مِن زَردِ العِذار مُلَبَّسُ

قَد صَيَّرَ الخَدَّ البُكاءُ حَفائِراً

فَإِذا جرَت فيها المَدامِعُ تَيبَسُ

فَالنَومُ عَن جَفني القَريحُ مُقَوَّضُ

وَالحِزنُ في قَلبي الجَريحُ مُؤَسسُ

عَجَباً لِناظِرِه الكَليلِ وَفي حَشى ال

عُشّاقِ مِن لَيثِ السرى هُوَ أَفرَسُ

مَلَكَ الفُؤادَ بِعارِضٍ وبِمُقلَةٍ

حانَ البَنَفسَجُ فيهِما وَالنَرجِسُ

كَيفَ السَبيلُ إِلى السُلُوِّ وَِلى حَشاً

أَضحى يَقومُ بِها الغَرامُ وَيَجلِسُ

يا موحِشي مُذ غِبتَ عَنّي لَم أَزَل

فَرداً مِنَ الخُلّانِ ما لي مونِسُ

لا تَخشَ ثاراً حَيثُ خَدُّكَ ناطِقٌ

بِدَمي عَلَيكَ فَلي لِسانٌ أَخرَسُ

وَعَداكَ حَرجُوِيٌّ تَحَشّى في الحَشى

وَضَنى عَلى مُرِّ الزَمانِ مُفلّسُ

في خَدِّهِ وَردٌ وَلَكِن طَرفُهُ

أَضحى بِنَبلِ الغَنجِ مِنهُ يَحرُسُ

تَسطو لَواحِظُهُ إِذا ما اِفتَرَّ لي

فَالثَغرُ يَبسُمُ وَالجُفونُ تُعَبِّسُ

وَبِوَجنَةٍ أَضحَت لَهيبَ جَهَنَّمٍ

فَاِعجَب وَذاكَ لَها عِذارُ سُندُسُ

لا غَروَ إِن أَمسى يضلُّ بشعره

كَم قَد أَضَلَّ مِنَ الأَنامِ المُندِسُ