لا والربيع النضير

لا وَالرَبيعُ النَضيرُ

وَزَهرِهِ المُستَنيرُ

مِن نَرجِسٍ وَأَقاحٍ

قَد أَقبَلَت في جَريرِ

وَياسَمين كَلَونِ ال

مُتَيَّمِ المَهجورِ

وَسَوسَنٍ كَنُجومٍ

أَشرَقنَ في دَيجورِ

وَطيبِ نَسرِ نَسيمِ ال

بِنَفسَجِ المَمطورِ

وَالآسُ مينَةَ عِذارٍ

بِخَدِّ ظَبيٍ غَديرِ

وَالطَيرُ بَينَ هَديلٍ

مُرَّجَعٍ وَهَديرِ

وَالغُصنُ مَيّالُ عَطفٍ

كَشارِبٍ مَخمورِ

وَالوَردُ قَد جازَ حَقّاً

في جَيشِهِ المَنصورِ

وَالماءُ أَزرقَ صافٍ

مُرَقرَقٍ بِجَريرِ

وَالراحُ مِن عَهدِ كِسرى

تُجلى بِكَفِّ مُديرِ

لِأُذهِبَنَّ حَياتي

ما بَينَ بَمٍّ وَزيرِ

وَأُخلِصَنَّ عِذاري

عَلى اِرتِشافِ الخُمورِ

أَنا النَديمُ الَّذي بي

يَتِمُّ كُلُّ سُرورِ

الهَمُّ عِندَ مَغيبي

وَالبِشرُ عِندَ حُضوري

يَحظى بِنَيلِ الأَماني

مُنادِمي وَسَميري

لا طامِعاً في قَليلٍ

مِنهُ وَلا في كَثيرِ

إِن صَحَّ لي خُبزُ بُرٍّ

أَولا فَخُبزُ شَعيرِ

سِيّانِ بَينَ غَنِيٍّ

عِندي وَبَينَ فَقيرِ

وَبَينَ مُنحَطِّ قَدرٍ

وَبَينَ صَدرٍ كَبيرِ

في سُؤدَدٍ وَوَقارٍ

وَرَفعِ مَجدٍ خَطيرِ

حَتّى تَراني فَقيراً

مُلَفَفاً في حَصيرِ

تَجارُبُ الناسِ أَضحَت

لَدَيَّ في دُستورِ

أَخو التَمَسُّكِ مِنهُمُ

بِحالةٍ في غُرورِ