لبرق الحمى عهد علي وموثق

لِبَرقِ الحِمى عَهدٌ عَلَيَّ وَمَوثِقُ

إِذا لاحَ نَجدِيّاً بِدَمعيِيَ أَشرَقُ

أَراهُ بِعَينٍ حينَ يَلمَعُ مَدمَعُ اِش

تِياقٍ وَقَلبٍ خافِقٍ حينَ يَخفقُ

وَما وَلَهى بِالبَرقِ إِلّا لِأَنَّهُ

يَمُرُّ بِسُعدى وَمضُهُ المُتَأَلِّقُ

أَأَحبابَنا كَيفَ السَبيلُ إِلى اللِقا

عَزيزٌ عَلَينا أَن يَطولَ التَفَرُّقُ

بَعُدتُم فَما لِلعَيشِ مهنًى وَلا عَلى ال

بَقِيَّةِ مِن أَيّامِ عُمرِيَ رَونَقُ

أُناشِدُهُ الأَخبارَ عَنكُم وَكُلَّما

أَعادَ حَديثاً عَنكُمُ ظَلتُ أَشهَقُ

وَمِن جَزعي أخفي الهَوى وَأُجِنُّهُ

عَلى أَنَّ دَمعي بِالسَرائِرِ يَنطقُ

أُعَلِّلُ نَفسي بِالأَماني تَعَلُّلاً

لَعَلَّ أَحاديثَ الأَماني تَصدَقُ

وَأَهيَفَ مَعسولِ المَراشِفِ دَأبُهُ الت

تجَنّي فَلا يَحنو وَلا يَتَرَفَّقُ

أَتى زائِري مِن غَيرِ وَعدٍ فَخِلتُهُ

لَطائِفَ في أَيدي التُجّارِ تَعبَّقُ

عَلى وَجهِهِ صِبغُ الدُجى فَحَسِبتهُ

نَهارٌ بِهِ شَمسُ المُنيرَةِ تُشرِقُ

رَفَعتُ إِلَيهِ قِصَّةَ الدَمعِ شاكِياً

فَوَقَعَ فيها سِحرُ عَينَيهِ يُطلَقُ

أُطيلُ عَلَيهِ في العِتابِ شَكِيَّتي

فَيَعلَمُ أَنّي قَد ظلمتُ فَيُطرِقُ

وَما البانُ مُذ ساءَلتُمُ البانُ مُخبِراً

بِوَجدي إِذا ناحَ الحَمامُ المُطَوِّقُ

رَعى اللَهُ اَيّاماً لَنا وَلَيالِياً

تَقَضَّت وَغُصنُ العَيشِ رَيّان مورِقُ

وَنَحنُ كَما نَرضى الخَلاعَةَ وَالصِبا

نَشاوى هَوى أَيامِنا البيضُ تُشرِقُ

ضَلالٌ لِقَلبي كَيفَ أَصبَحَ بَعدَكُم

يُعَلِّلُ بِالذِكرى وَلا يَتَمَزَّقُ

مَنَحتُكُم حِفظَ الهَوى فَغَدَرتُمُ

وَما كُلُّ تَشاكينا أَسىً وَتَحَرُّقُ

مَلولٌ يُريني جَنَّةَ الخُلدِ وَصله

وَهِجرانُهُ جَمرُ اللَظى كَيفَ يَحرِقُ

مِنَ التُركِ لا تُخطي سِهامُ جفونِهِ

وَلَكِنَّها في وَسطِ قَلبِيَ تَرشُقُ

أَقَلَّ غَرامي فيهِ مَن زادَ وَصفُهُ

وَآخِرُ وَجدي فيهِ ما لَيسَ يلحَقُ