لمن اللحاظ مريضة الأجفان

لِمَنِ اللِحاظ مَريضَةُ الأَجفانِ

تَسطو بِسَيفٍ في القُلوبِ يَماني

وَبِلَيلٍ أسوَدَ طرَّةٍ وَبِعِزَّةٍ

فَرطُ الغَرامِ أَظَلَّني وَهَداني

لَولا جَهالَةُ عاذِلي ما لا مَني

وَهوَ الخَلِيُّ مِنَ الهَوى وَلَحاني

كَيفَ التَعَرُّضُ لِلسُلُوِّ وَلَيسَ لي

قَلبٌ يُوافِقُني عَلى السِلوانِ

يا لِلرِجالِ سَرى بِقَلبي شادِنٌ

حورِيُّ وَصفٍ يوسِفِيٌّ مَعاني

ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ أَيّامَ الصِبا

مِمّا تُقاسُ بِرَقدَةِ الوَسنانِ

وَلَقَد شَكَوتُ إِلى النَسيم صَبابَتي

لَمّا سَرَت مِسكِيَّة الأَردانِ

يا عاذِلي فيمَن أُحِبُّ جَهالَةً

عَنّي إِلَيكَ فَلَيسَ شانَكَ شاني

كَم بَينَ مَلآنِ الضُلوعُ ضَبابَةً

وَخَلّي بالٍ مُطلِقُ الأَرسانِ

بَينَ المَلامِ وَبَينَ سَمعي مِثلُ ما

بَيني وَبَينَ الصَبرِ وَالسِلوانِ

لَم يَعلُ ذاكَ الخَدّ خالُ أَسوَدٌ

إلا لِنكثِ شَقائِقِ النُعمانِ

يا بَرق نُعمانِ الأَراكِ سَقى الحَيا

زَمَناً نَعِمتَ بِهِ عَلى نَعمانِ

لكَ أَن تُشَوِّقُني إِلى الأَوطانِ

وَعَلَيَّ أَن أَبكي بِدَمعٍ قانِ

وَأَنا الكَفيلُ لِواصِفيكَ بشَهقَةٍ

تُغري الفُؤادَ بِصارِمِ اللَمَعانِ

إِذا الفَتى عَدَمَ الشَبيبَة وَالصِبا

فَفِناؤُهُ وَبَقاؤُهُ سِيّانِ

قِف بي عَلى تِلكَ المَعاهِدِ وَقفَةً

تَشفى الجَوى وَتَفوزُ بِالإِحسانِ

نَزَلوا بِرامَة قاطِنينَ فَلا تَسَل

ما حَلَّ بِالأَغصانِ وَالغِزلانِ

فَلأبعَثَنَّ مَعَ النَسيم اليَهِمُ

شَكوى تَميلُ لَها غُصونُ البانِ

وَأَغَنَّ لو شَهدَ العَذولُ جَمالَه

نَبَذَ المَلامَ وَلِلغَرامِ دَعاني

مُتَيَقِّظٌ لِلقَتلِ ناعِسُ طَرفِهِ

وَيلاهُ مِن مُتَيَقِّظٍ نَعسانِ

لِمَ لا أَحِنُّ إِلى الحِجازِ صَبابَةً

وَيَجودُ دمعَ العَينِ بِالهَملانِ

وَرِضابُهُ الخَمرُ العَذيبُ وَخَدُّهُ الن

نَضر الحِمى وَعِذارِهِ العَلمانِ