لو أنكرت لحظات طرفك مصرعي

لَو أَنكرَت لَحَظاتُ طَرفِكَ مَصرَعي

شَهِدَت بِفَتكَتِها حَواشي البرقع

طلّ الدَم المِهراق يَومَ سُوَيقَةٍ

ما بَينَ وَقفَةِ مودِعٍ وَمُوَدّعِ

يا سائِقَ الأَظعانِ لا تَلوي بِها

عَن بانِ كُثبانِ اللَوى وَالأَجرَعِ

مِل بِالعِطاشِ الحَائِماتِ فَما لَها

في مَورِدٍ غَيرِ الحِمى مِن مَشرَعِ

وَإِذا جَفاجَفنُ السَحابِ فَرِد بِها

ما سالَ في أَعقابِها مِن مَدمَعي

أَهدي السَلام وَلَيسَ كُلّ تَحِيَّةٍ

لِلصَبِّ في إِهدائِها مِن مَقنَعِ

فَإِذا الخَيالُ أَطافَ حَولي لَم يَجِد

إلاخيالا مِثلَهُ في مَوضِعي

فَالآنَ خُنتِ العَهدَ يا ذاتَ اللَمى

وَصَرَمتِ حَبلَ مواصِلٍ لَم يَقطَعِ

وَظَنَنتِ أَنَّ الوُدَّ فيما بَينَنا

باقٍ وَحُسنَ العَهدِ غَيرَ مُضَيَّعِ

هَل عَيشُنا بِلوى الأُجَيرِعِ راجِعٌ

وَمَواقِف قَضَّيتُها في لَعلَعِ

مِنّي السَلامُ إِلَيكَ غَيرَ مَغارِقٍ

يُهدي إِلَيكَ مَعَ الرِكابِ الطلعِ

وَلَئِن دَنَت دارٌ بنايا مُنيَتي

بَرَدَت بِقُربِكَ جَمرَةٌ في أَضلُعي