ما العيش إن يبدو وابرامة بارق

ما العَيشُ إِن يَبدو وابَرامَةَ بارِقٍ

وَيَزورُ طَيفٌ مِن تَهامَةَ طارِقُ

كَلّا وَلا اللَذّاتُ رَبعٌ دارِسٌ

وَلّى بِساكِنِهِ وَجَدَّ السائِقُ

العَيشُ صافِيَةٌ كَأَنَّ شُعاعَها

قَبَسٌ تَوَقَّدَ فَاِستَنارَ الغاسِقُ

صَلّى عَلَيها في الدُيورِ شَهامِسٌ

وَهَوى إِلَيها بِالسُجودِ جَثالِقُ

ما لي وَآرام العَقيق وَرامَةٍ

ريمُ العَقيقِ وَريمُ رامَة طالِقُ

عَذراءُ ما عَقَرَت بِراحَةِ شارِبٍ

مُذ حَيثُ كانَت فَهيَ بكرٌ عاتِقُ

مَن كانَ ذاوَلَهٍ بِنَجدٍ عاشِقاً

كَلِفاً فَإِنّي لِلمدامَةِ عاشِقُ

سَفَهاً لِرَأيِ فَتىً يَبيتُ وَما لَهُ

في حَلبَةِ الصَهباءِ طَرقٌ سابِقُ

سيما وَجَيشُ الصَبرِ قَد ضُرِبَت لَهُ

فَوقَ الرِياضِ المونِقاتِ سُرادِقُ

وَعَلى الزَمانِ مِنَ الرَبيعِ مَحاسِنٌ

قَلبُ السُرورِ بِها كَثيبٌ وامِقُ

يا شارِبَ الصَهباءِ دونَكَ فَاِنتَهِز

أَرضٌ مُزَخرَفَةٌ وَماء دافِقُ

وَعَساكِر الزَهرِ النَضير كَتائِبٌ

رُفِعَت عَلَيهِ مِنَ الغُصونِ صَناجِقُ

وَالطَيرُ تَصدَحُ في الغُصونِ كَأَنَّها

تَرجيعُ أَلحانٍ وَصَبٍ شائِقُ