نعمت بكم والدهر في غفلانه

نَعِمتُ بِكُم وَالدَهرُ في غَفلانِهِ

زَماناً وَقَلبي آمِنٌ مِن شَتاتِهِ

وَلَم أَدرِ ما الأَحزانُ حَتّى بَعدتم

فَقَلبِيَ مَوقوفٌ عَلى حَسَراتِهِ

أَأَحبابَنا بِالجَزعِ هَل يَسمَعُ النَوى

بِيَومٍ يَكونُ القُربُ مِن حَسَناتِهِ

لَقَد حَكَمَت فينا اللَيالي بِفُرقَةٍ

سَلا بَعدَها المُشتاقُ طيبَ حَياتِهِ

يَقِرُّ لِعَيني أَن يَهَبَّ نَسيمُكُم

فَأَنشُقُ نَشرَ القُربِ مِن نَفَحاتِهِ

فَأَصبو وَلي قَلبٌ أَقَلَّ ولوعِهِ

بِقَلبِكُم ما حازَ حَدُّ صِفاتِهِ

سَقى اللَهُ رَبعاً بِالمُحَصَّبِ طالَما

جَنَينا ثِمارَ الوَصلِ في عَرصاتِهِ

يُجَدِّدُ لي تَذكارُه كُلَّ لَوعَةٍ

يَذوبُ عَلَيها القَلبُ دونَ حَصاتِهِ

وَما أَمَّ فَرخٍ عايَنَتهُ وَصائِدٌ

يَحومُ عَلَيهِ بِاِقتِناصِ بُزاتِهِ

بِأَكثَر مِن وَجدي عَلَيكَ وَإِنَّما

أُكَتِّمُ سِرَّ الحُبِّ خَوف وُشاتِهِ