هبت نسيمة رامة فتأرقا

هَبَّت نُسَيمَةُ رامَةٍ فَتَأَرَّقا

تُهدي السَلامَ إِلى سُوَيكِنَةِ النَقا

وَقَفَت تُطارِحُها حَديثَ طُوَيلِعٍ

فَلَقَد حَييتُ بِها وَمُتُّ تَشَوُّقا

يا حَبَّذا ريحُ الشمالِ فَإِنَّها

أَضحَت مُجَدّدَةً لِسَلمى مَوثِقا

نَفَحَت فَقُلتُ تَمَسَّكوا بِعَبيرِها

وَطَفِقتُ مِن وَلَهى بِها مُتَنَشِّقا

واهاً لِمُكتَئِبٍ يَهيمُ صَبابَةً

وَجَوىً عَلى بَرقِ إِلا بيرَق أَبرَقا

سكَنَ العَقيق وَبالعُذَيبِ مَرامَهُ

يا قُربَهُ أَمَداً وَأَبعَدَهُ لِقا

حَلَفَ البُكا اَن لا يُفارِق جَفنَهُ

لَمّا غَدا شَملَ الخَليط مُمَزَّقا

سَقياً لِأَيّامِ الغُوَيرِ وَلا رَعى

يَوماً بِهِ كانَ الفِراقُ وَلا سَقا

راقَ الفِراقُ لِجيرَةٍ مِن بَعدِهِم

ما راقَ لي عَيشٌ وَلا جَفني رَقا

رَحَلوا وَلِلزَفَراتِ بَينَ رَحيلِهِم

نارٌ يَكادُ لَهيبُها أَن يَحرِقا

وَلَكُم سَأَلتُ لِيُنجِدَ الحادي بِهِم

يَومَ النَوى فَأَبى السُؤال وَعَرَقا

يا باكِيَ الأَطلالِ بَعدَ حَبيبِهِ

حُزناً يُؤَمِّلُ دمنَةً أَن تَنطِقا

بُح بِالسَرائِرِ وَاِهمِ دَمعَكَ بَعدَهُم

وَجداً وَبِتَّ النَومَ عَنكَ مُطَلَّقا

إِنَّ الَّذينَ عَهِدتُم سُكّانَها

لَعِبَ الغَرامُ بِشَملِهِم فَتَفَرَّقا