هم حملوني في الهوى فوق طاقتي

هُم حَمَّلوني في الهَوى فَوقَ طاقَتي

فَمِن أَجلِهِم قامَت عَلَيَّ قِيامَتي

وَما كُنتُ لَولا هَجرِهِم وَصدُودِهم

حَليفَ ضَنىً مَلَّ الطَبيبُ إعادَتي

بِحَقِّكُم يا جائِرينَ تَعَطَّفوا

فَقَد رَقَّ لي مِن جَورِكُم كُلُّ شامِتِ

وَلا تَبخَلوا أَن تَسمَحوا لي بِنَظرَةٍ

تُخَفِّفُ أَشجاني وَفَرطِ صَبابَتي

سَأَلتُ فُؤادي الصَبرَ عَنكُم فَقالَ لي

إِلَيكَ فَإِنَّ الصَبرَ مِن غيرِ عادَتي

أَضُمُّ عَلى الداءِ الدَفينِ جَوانِحي

وَأُظهِرُ مِن خَوفِ الرَقيبِ بَشاشَتي

وَلَيسَ تَلافي مُذ رُميتُ بِهَجرِكُم

عَجيبٌ وَلَكِنَّ العَجيبَ سَلامَتي

وَكَيفَ اِشتِغالي عَنكُم لا عَدِمتكُم

وَنارُ الأَسى وَالشَوقِ مِلءُ حَشاشَتي

فَوا حَسرَتي طالَ الأَسى وتَصَرَّمَت

دُهوري وَلا قَضَّيتُ مِنكُم لُبانَتي

لَهُ قَدُّ عَسّالٍ وَحُسن مُعَيشِقٍ

وَلي قَلبُ مَحزون وَنَظرَة باهِتِ