قسما بروضة خده ونباتها

قسما بروضة خده ونباتها

وبآسها المخضل في جنباتها

وبسورة الحسن التي في خده

كتب العذار بخطه آياتها

وبقامة كالغصن إلا إنني

لم أجن غير الصد من ثمراتها

لأعزرن غصون بان زورت

أعطافه بالقطع من عذباتها

وأباكرن رياض وجنته التي

ما زهرة الدنيا سوى زهراتها

ولأصبحن للذتي متيقظا

ما دامت الأيام في غفلاتها

كم ليلة نادمت بدر سمائها

والشمس تشرق في أكف سقاتها

وجرت بنا دهم الليالي للصبا

وكوؤسنا غرر على جبهاتها

فصرفت ديناري على دينارها

وقضيت أعوامي على ساعاتها

خالفت في الصهباء كل مقلد

وسعيت مجتهدا إلى حاناتها

فتحير الخمار أين دنانها

حتى اهتدى بالطيب من نفحاتها

فشمتها ورأيتها ولمستها

وشربتها وسمعت حسن صفاتها

وتبعت كل مطاوع لا يخشى

عند ارتكاب ذنوبه تبعاتها

يأتي إلى اللذات من أبوابها

ويحج للصهباء من ميقاتها

عرف المدام بحسنها وبنوعها

وبفضلها وصفاتها وذراتها

يا صاح قد نطق الهزار مؤذنا

أيليق بالأوتار طول سكاتها

فخذ ارتفاع الشمس من أقداحنا

وأقم صلاة اللهو في أوقاتها

إن كان عند يا شراب بقية

مما تزيل به العقول فهاتها

الخمر من أسمائها والدر من

تيجانها والمسك من نسماتها

وإذا العقود من الحباب تنظمت

إياك والتفريط في حباتها

أمحرك الأوتار إن نفوسنا

سكناتها وقف على حركاتها

دار العذار بحسن وجهك منشدا

لا تخرج الأقمار عن هالاتها

كسرات جفنك كلمت قلبي فلم

تأت الصحاح لنا بمثل لغاتها

والبدر يستر بالغيوم وينجلي

كتنفس الحسناء في مرآتها

وتلا نسيم الروض فيها قارئا

فأمال من أغصانها ألفاتها

ومليحة أرغمت فيها عاذلي

قامت إلى وصلي برغم وشاتها

لا مال وجهي عن مطالع حسنها

وحياة طلعة وجهها وحياتها

يا خجلة الأغصان من خطراتها

وفضيحة الغزلان من لفتاتها

ما الغصن مياسا سوى أعطافها

ما الورد محمرا سوى وجناتها

وعدت بأوقات الوصال كأنها

ظنت سلامتنا إلى أوقاتها