جاء يثني عطفه الميد

جاءَ يثني عطفه الميدُ

خوط بانٍ زانه الغيدُ

باسماً والدر مبسمهُ

وحباب الراح والبردُ

ساحر الأجفان ليس يرى

خالياً من سحرها أحدُ

أودع الصهبا بمرشفه

وظبا ألحاظه الرصدُ

اطعلت من فوق وجنته

مثلما في مهجتي أجدُ

قمرٌ في القلب منزله

وغزالٌ برجه الأسدُ

نار خديه على كبدي

لم تزل يوم النوى تقدُ

لا تسله أن أراق دمي

ليس في شرع الهوى قودُ

ليته بالوعد يرحمني

لا تلمهُ لو به يعد

مذ تجلى في محاسنه

خاصمت طرفي به الكبدُ

قد روى عنه الجمال كما

قد روى عن اسعد الرشدُ

ماجد ذو الفضل والدهُ

إنّ سرّ الوالد الولدُ

بل سما مجداً وطاب ثناً

ولهُ في الجود نعم يدُ

بالذكا والحلم قل وبما

شئت عنه يصدق السندُ

يا لهُ شهماً أخا هممٍ

كالنجوم الزهر تتقدُ

لم يزل والسعد يصحبه

باكتساب الحمد يحتمدُ

اشهد العرب فصاحتهُ

وله الاتراك قد شهدوا

يا كريماً قد ذكى شيماً

عرفها بالوفاءِ متحد

خذ فتاة النظم مادحةً

ولها الحب الوفي أيدُ

إنما الأبا محبتهم

بالبنين الغرّ تفتقدُ

دم سليماً ما اضا قمرٌ

وارق عزاً جادك المددُ