جمالك ليس يمنعه قناع

جمالك ليس يمنعهُ قناعُ

وحبك ليس يحجبه امتناعُ

الا يا هاجراً قد رق خصراً

بدا من فرط رقته انقطاعُ

ترى علمت جفونك في فؤادي

غداة البين ما فعل الوداعُ

ولم أسألك عن قلبٍ رهينٍ

لديك فقد تناوله الضياعُ

إذا نزع التصبر من فؤادٍ

فإن الحب ليس له انتزاع

بروحي من بقلبي من هواه

مدى الأيام وجدٌ والتياعُ

حبيبٌ بين عطفيه دلالٌ

وفي أجفانه المرضى خداعُ

لنا من بين قامته أمانٌ

ومن سحار مقلته ارتياعُ

غزال من بني الأتراك فيه

على الحسن اندماج وانطباعُ

منازل بدره قلبي وطرفي

فهلا كان منزله الذراعُ

تلفع من غلائله حجاباً

فما تجدي الغلالة واللفاعُ

فهل صد النقاب سهام لحظٍ

بأثناء الحشا منها انصداعُ

وهل حجز الأزار قناة قدٍ

لها بين الورى فتكٌ مشاعُ

حفظنا في الجوانح من هواه

لظى نارٍ وسراً لا يُذاعُ

تلقيت الهوى العذري مطيعاً

فقابلني بما لا يستطاعُ

سقى دار الأحبة در دمعٍ

بغير هوى الأحبة لا يباعُ

وباكر روضها معطار وجدٍ

تطيب به المنازل والرباعُ

وبلغها الصبا أشواق صبٍ

له عند العلى أبداً نزاعُ

دياراً قد عهدت بها ظباءً

يهاب لحاظها الأسد الشجاع

وأقماراً تضيءُ على قدودٍ

وما لذوي الهوى إلّا الصداعُ

إذا ضاق الزمان فكن صبوراً

ففي الأيام ضيقٌ واتساعُ

ولا تسأم لحادثةٍ ألمّت

فإنّ الحادثات لها نزاعُ

لئن نأت الديار فإن قربى

لاسعد من رقى العليا ارتجاعُ

هو الغيث الذي أبداً إليهِ

لكلٍ من بني الأدب انتجاع

همامٌ للعلوم وللمعالي

بساحاته مصيف وارتباعُ

وبحرٌ فاض علما ثم بذلاً

هما للناس نفعٌ وانتفاعُ

لقد بلغت يداه كل مجدٍ

وكم في المكرمات له اختراعُ

وفي دست القضا يقضي بحكمٍ

على الحق الصريح لهُ اطلاعُ

إذا ضمت أناملهُ يراعا

سل الهنديّ ما فعل اليراعُ

أتى بقلائد العقيان نظماً

تسامى في معاليه ابتداعُ

بصدر المجد أسعد شمس فضلٍ

لها في كل يا باصرةٍ شعاعُ

فجئت على السماع إلى فريدٍ

بهِ لفضائل العليا اجتماعُ

لالثم ذيله وتقر عيني

كما قد سر أذاني السماعُ

فمن صفات مجدٍ قد أضأت

زواهرها بأكثر ما أشاعوا

وبدر سيادةٍ غراء طابت

خلائقه السنية والطباعُ

رعاه اللَه من شهمٍ كريمٍ

سعيد أسعد صدرٌ مطاعُ

ومولىً مد للعلياء باعاً

لهُ مثل النجوم الزهر باعُ

لبابك قد أتت هيفاء نظمٍ

سليقي تحاشاه اصطناعُ

تهاديك المديح بها خضوعٌ

إذا سمعت نظامك واتضاعُ

فخذها بالقبول ودم بعزٍ

يدوم لهُ سموٌ وارتفاعُ